“ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس”

22 مارس 2024 03:24

هوية بريس – تسنيم راجح

قالها يوسف عليه السلام محدّثاً بنعمة الله ومنّته عليه وهو داخل السجن، متّهمٌ بما لم يفعله، بل متّهمٌ بأقبح خيانة، قد حُرِم حضن أبويه منذ طفولته وأُخِذ من بلده وبيع عبداً ومضت السنوات عليه ههنا بعدها.. وهو في هذا الموضع لا يتذمّر ولا يعترض (وحاشاه)، لا يشتكي ولا يتحدّث عن ثقل البلاء، لا يسيء الظنّ بربّه سبحانه أبداً.. بل ولا يتكلم عنه تعالى إلا بالتحديث بنعمته التي يجدها تغمره وتعوّضه وتكفيه، نعمة الهداية للطريق الصحيح وسط الضالّين، معرفة الله تعالى التي جعلته لا يأبه بالسجن ولا بالبعد، نعمة الإيمان وحياة القلب.. نعمة العلم بأن هذه دنيا وأنها اختبار وستمر، نعمة معرفة أن الله معه وأن الصبر ليس سدىً..

أتأمل كم كان غنياً وقوياً هناك، كم كان ثابتاً ومستأنساً بالله ومطمئناً حتى حين حاول أهل الأرض سلبه كلّ ما عنده.. صحيحٌ أنه لم يستسلم بالشكل السلبيّ لما حصل معه وطلب من أحد الفتيين فيما بعد أن يذكره عند الملك، لكنّه كان راضياً تماماً عن قضاء ربّه وغنياً بنعمته العظيمة التي لا يستطيع أحد سرقتها منه..

اللهم لك الحمد أن تفضّلت علينا بالإيمان بك، اللهم اهدنا وزدنا هدىً وثبتنا وارزقنا العلم بك والأنس بك والرضى عنك وثقّل موازيننا وأغنِ نفوسنا..

اللهم أعنّا على نصرة إخواننا وثبّتهم وثقّل موازينهم وارفع درجاتهم وعوّضهم في الدنيا والآخرة..

اللهم اخذل من خذلهم، اللهم زد عدوّهم ومن أعان عليهم ذلّاً وصغاراً وخزياً في الدنيا والآخرة..

اللهم ردّنا إليك.. لك الحمد سبحانك، أنت مولانا، نعم المولى ونعم النصير..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M