ذ.ادريسي: رسالة إعذار وإنذار إلى المتهمين بالخيانة في اختبارات الإمامة والخطابة والأذان

01 يناير 2025 16:22

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي

غدا الخميس 2 يناير 2025 تكون أول جلسة في المحكمة إن شاء الله في قضية التزوير الخاصة بملفات التأهيل وهذه رسالة الإنذار الأخير بعنوان:

إيقاظ العقول والأذهان وإقامة الحجة والبرهان قبل الكشف عن الحقائق العظام.. رسالة إعذار وإنذار إلى المتهمين بالخيانة في اختبارات الإمامة والخطابة والأذان“.

قال تعالى: (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).

الحمد لله يحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون والصلاة والسلام على النذير العريان وعلى آله وصحبه الشجعان وعلى من سار على هديهم واقتفى أثرهم إلى يوم تتحاكم فيه الخصوم بين يدي الملك الديّان وبعد؛

هذه رسالتي الأخيرة إلى إخواني المتهمين بالخيانة والتزوير عساها أن تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية من رجل رشيد منكم يضع بها حدا لهذا النزيف ويسترجع بها حقا ضاع بالخيانة والمكر والحَيْف دون زيادة إضرار ومنعا لما به تكشف سوءة وعيوب أهل الدار وقد لخصتها فيما يلي:

أولا: أشهد الله عز وجل ثم أشهدكم وأشهد الناس جميعا أني لم ولن أتكلم في هذه النازلة إلا بحق ولن أنطق فيها إلا بما يسرني أن أجده في صحيفتي يوم تبلى السرائر ويكشف فيه الحكم العدل ماكانت تخفيه القلوب والضمائر (يوم ينفع الصادقين صدقهم

ثانيا: بادروا إلى الاعتراف والاعتذار عن قبيح فعلكم وعظيم جرمكم قبل أن تقفوا بين يدي ربكم (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار

ثالثا: اعلموا أن هذه النازلة تجري فصول المحاكمة فيها في الدارين وقد تكسبونها في دنيا زائلة وفي دار فانية -وإن كان هذا مستحيلا- لكنكم ستخسرونها حتما في الأخرى والثانية ودار الخلد الباقية وتكون عليكم حسرة أبدية سرمدية، وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منذر إليكم ومقيم للحجة عليكم، قال عليه الصلاة والسلام: “إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار“؛

رابعا: اعلموا أنكم مهما افتريتم علي وأسأتم إلي فلن أقابل التضليل والبهتان والإساءة والهذيان إلا بما تعلمناه من أخلاق من رسولنا الكريم وما سطره لنا القرآن من منهج قويم، قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) فوا الله ما علمت عن معظمكم إلا خيرا وما وما لقيت من أكثركم إلا نبلا وفضلا؛ تفان في العمل وتضحية بالوقت والجهد والمال وإن أنشطتكم وأعمالكم خير شاهد لا ينكرها إلا حاقد أو جاحد، وإن كان تمت من تهمة أرميكم بها إنما هي رضاكم بأن تكونوا أدوات بأيادي الجهات النافذة تحرككم كيف شاءت وتوجهكم كيفما أرادت وأن كل ذنب ارتكبتموه وكل جرم فعلتموه بما في ذلك هذه الخيانة البشعة إنما مرده إلى هذه المنقصة المعيبة والخصلة الذميمة قال تعالى: (فاستخف قومه فأطاعوه)، أطعتم هذه الجهات في الحق والباطل والخير والشر حتى أوصلتكم إلى ما أنتم عليه؛

خامسا: أقول لمن تولى كبر هذا الجرم وأشعل نار هذه الفتنة (بعض الجهات النافذة) ممن أتاه الله قوة في الذكاء والفهم وزاده بسطة في الدهاء والعلم فاستغل نعمة الله عليه في استعباد من كانوا تحت ولايته وتضليل من كانوا تحت حراسته ورعايته بما يحسنه من معسول الكلام وبما يتقنه من سحر وبيان؛ أبشر بالذي يسوءك فقد جاءك من يفسد عليك عسلك ويبطل أمام الناس سحرك وبيانك، قال تعالى (وألق مافي يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى

سادسا: أنهي إلى كريم سمعكم أن هذه الخيانة رغم بشاعتها ما هي إلا النقطة التي أفاضت كأس مظالمكم والقشة التي أسقطت ظهر بعيركم ولولا ذلك ما تكلمت وللإعلام ما خرجت ولا تحدثت وبالحق ما نطقت وصدحت؛

سابعا: أذكركم بأن المؤسسة كانت رهينة لبعض الجهات النافذة تعرقل سيرها وتنفذ فيها أمرها؛ كثير من الاستحقاقات فيها خاضعة لأهوائها وأطماعها ومحققة لرغباتها ونزواتها دون اعتبار للمؤهلات العلمية أو مراعاة للثوابت الدينية والوطنية وقد واجهت هذا الظلم عاما كاملا بالنصح والتوجيه والتحذير والتنبيه، ليلا ونهارا، جهرا وإسرارا، لكن ذلك كله قوبل بالصد والعناد والاستخفاف بأولي النهى والرشاد؛

ثامنا: اعلموا أنني طلقت في هذه النازلة الخوف والعاطفة فلا صلح ولا واسطة إلا بإرجاع الحقوق الضائعة وليس ذاك مني لأنني من هواة التصعيد أو ممن يعدم في الأمر الرأي الرشيد كما يروج لذلك فلاسفة الفكر البليد، وإنما لما رأيناه -فضلا عما سمعناه- من مظالم يشيب لهولها الولدان ويتصدع لسماعها القلب والوجدان وما عايناه من منكرات جعلتنا نوقن معها أن خروج الدجال هذا زمانه وطلوع الشمس من مغربها هذا وقته وأوانه وياليت ذلك كان بين المريدين والأتباع دون الرؤوس والوجهاء؛

تاسعا: أن هذه النازلة قد دققت فيها النظر وأمعنت فيها الفكر فتبين لي بعد تحقيق مناطها ومراعاة مآلاتها أن خوضها بات في حقي واجبا شرعيا وفرضا عينيا وأن الرخصة فيها مذهب من مذاهب الإرجاء ومسلك من مسالك الخيانة والإرجاف ولو أن الأمر فيها باتباع الأهواء أو جريانا وراء العواطف الهوجاء ما كنا لنخوض غمارها او نحمل أمام الناس رايتها؛

عاشرا: أنبهكم إلى أن الاستسلام للعواطف في الأمانات التي كلفنا بحمايتها والحقوق التي أمرنا بحراستها تحريف للديانة ومظِنّة للخيانة وتبديل لأحكام الشريعة وخذلان لأصحاب الحقوق الضائعة قال تعالى: (ولا تاخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تومنون بالله واليوم الآخر

حادي عشر: اعلموا أنكم إن أبيتم بعد هذه الرسالة التوبة والاعتذار وأصررتم على الظلم والاستكبار فإن ذلك مؤذن بإظهار هذه الحقائق بما يحفظه لنا الشرع والقانون لا نكشف فيها سرا ولا نهتك معها عرضا ولا نتجاوز فيها حدا؛

ثاني عشر: اعلموا أن هذه المعركة فرضت علي وأن المواجة فيها ليست مع أحد وإنما أخوضها لوقف مظالم قد طال أمدها ودفع شرور قد رسخت في الأرض أوتادها مستعينا فيها بالله تعالى ومستحضرا في طريقها ما كلفت بحفظه من عهد وأمانة من أمير المؤمنين نصره الله لا أضع لواءها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا أو ينفذ فيها قضاء كان عنده قدرا مقدورا وهو في ذلك سبحانه وتعالى حسبنا وإليه أمرنا وعليه جبرنا ونصرنا (وليبلي المومنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم).

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M