ذ. الشتوي يرد على سؤال عصيد “لماذا ينفق المسلمون على بناء المساجد ولا ينفقون على بناء المستشفيات؟”
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب الباحث عبد الله الشتوي ردا على سؤال عصيد: “لماذا ينفق المسلمون على بناء المساجد ولا ينفقون على بناء المستشفيات؟”، “سؤال تقليدي دائما ما يتبعه كثير من اللمز للمسلمين ثم للنصوص الشرعية فيما بعد لتتسلسل الانتقاصات والتنقص للعقل المسلم ومحاولة التعالي عليه باسم الحداثة والتقدم و… وفي احسن الاحوال يكون مجرد استشكال بريء لواقع ملاحظ!”.
وتابع الشتوي في تدوينة نشرها في حسابه على فيسبوك “وقبل بيان المغالطة في هذا التساؤل هذه احصائيات عن التبرع للعمل الخيري في بريطانيا كان المسلمون فيها في أعلى القائمة متقدمين على غيرهم من الطوائف المسيحية واليهود واللادينين..
وتشمل التبرع لفائدة المؤسسات الاسلامية وكذا مؤسسة أبحاث السرطان ومؤسسة القلب البريطانية وغيرها..
رابط الاحصائية على جريدة صانداي تايمز: https://goo.gl/ggEpoi
رابط آخر: https://goo.gl/Hym6Re“.
ثم جعل ذ. الشتوي صاحب كتاب “أسلمة الإلحاد”، رده على عصيد في أربع نقاط، جاءت على الشكل التالي:
“أولا: التبرع لغير المساجد أمر شائع كثير وموجود فلا داعي لانكاره..
ثانيا: النصوص الشرعية التي تحض على الانفاق في أوجه الخير المتعددة كالفقراء والمرضى والمصالح العامة للناس كثيرة جدا وهي أكثر من النصوص التي تحث على بناء المساجد، فلا وجه لاعتبار الشريعة تقدم بناء المساجد على غيرها من أوجه الخير كرعاية المرضى او كفالة الايتام..
ثالثا: الوقف الشرعي باعتباره أكبر أبواب الخير لم يكن حصرا للمساجد بل كان لغير ذلك من أبواب الخير، فعمر بن الخطاب لما أشار عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أرض خيبر: (إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها) لم يجعلها وقفا لمسجد، بل جعل عمر ثمرتها للفقراء واليتامى وابن السبيل..
وأوقاف المسلمين منذ القديم كانت للمستشفيات لعلاج الناس مجانا كما فعل نور الدين زنكي والمماليك والموحدون وغيرهم..
رابعا: الواقع اليوم عندنا أن الدولة لا تتتكلف بالانفاق على المساجد بشكل كلي.. وتكلف الجمعيات المدنية بالأمر مما يجعل ثقة الناس فيها أكبر وتتبعها أيسر، بخلاف المستشفيات التي تتكلف بها الدولة ما يجعل التبرع لها معقدا، ولنا خير مثال في مشاريع خيرية كبيرة (مستشفيات، دور ايتام…) منعت فقط لأنها ستبنى بخلفية إسلامية، بالإضافة إلى فقدان الثقة بين الطرفين لأسباب يفرضها الواقع.. فالمواطن في الغالب يرى أن الدولة مفرطة في مسؤولياتها والفساد المالي مستشر فيها فكيف يعقل مثلا أن يتبرع شخص وهو يرى أموال الدولة تنفق على التفاهات!! هل يعقل أن تصبح زكاة أمواله جزءا من راتب تتقاضاه راقصة أو يأخذه لاعب مقابل بضع دقائق من اللهو!!”.