ذ. الطالب: السلفية منهج وليست جماعة
هوية بريس- محمد زاوي
كتب ذ. إبراهيم الطالب، الباحث في الدراسات التاريخية والإسلامية، تدوينة مطولة على حسابه ب”فيسبوك”، يعتبر فيها “السلفية منهجا وليست جماعة”.
وقال الطالب: “السلفية منهج وليست جماعة، ومن جعل منها جماعة فقط أساء للسلف الصالح ولتراثه وعلومه، والمنهج هنا هو منهج الاستدلال، هو منهج الفهم لنصوص القرآن والسنة، ومنه يستل منهج الإصلاح”.
ثم أضاف: “وبهذا الاعتبار تكون السلفية هي صمام الأمان من الانحراف في العقيدة والسلوك والفقه”.
ونبه إلى أن “السلفية قد تنقلب لدى كثير من الناس عصبية وتحزبا عندما، تنعزل عن المجتمع لتشكل كينونة خاصة، غير مندمجة في واقع المسلمين، فمهما كان الواقع منحرفا ففي قواعد العلم وأصول التشريع الإسلامي مخرج للتعامل معه والتأثير فيه”.
وزاد الباحث المغربي: “على أن التحزب لا يكون دائما حول الأشخاص، فقد ينشأ التحزب على الأفكار ثم يفرز زعماء ثم يصير تنظيما، ثم يوالى فيه ويعادى، ثم ينتهي بالنزاع الذي قد يبلغ حد الاقتتال، وهذا لا تعرفه السلفية من حيث كونها دعوة ومنهاجا إلا إذا داخَلها التحزب والعصبية”، مؤكدا: “وهنا ينبغي التمييز بين “النظام” و”التنظيم”.
وأردف قائلا: “إذا أصبحت السلفية جماعة وتنظيما فقد سقطت فيما سقط فيه باقي الأحزاب والتيارات الإسلامية، وإذا بقية دون نظام تخللتها العشوائية والفوضى والعبث”، مضيفا: “وأنا شخصيا لا أومن بالتحزب على أساس الدين لأن مآله يعود إلى التمزق والخلاف وربما الاقتتال، وإنما جماعة المسلمين هي السواد الأعظم، (مع تفصيل دقيق في ماهية جماعة المسلمين وعناصرها، ليس هذا موطن بسط الكلام فيه)”.
إلى أن قال: “إن السلفية دعوة مباركة قديمة الوجود بالغة الأثر في الحفاظ على الدين، لكنها تعيش اليوم أزمة بسبب تداعيات الحرب على الإرهاب والتي حملت أوزارها ظلما وعدوانا”.
وتابع ذ. الطالب: “ولعل من أهم مظاهر الأزمة التي أشرنا إليها، هذه الهوة العظيمة بين الواقع والخطاب السلفي، إذ نجد كثيرا من الناس ينظر إلى السلفية على أنها جنوح بالعقل إلى الماضي والقطع مع الواقع، والاكتفاء بالتقليد والجمود على تصورات السلف التي كانت مرتبطة بواقعهم وهذا ما يسمى الرجعية، وهذا لا علاقة له بمنهج الاستدلال ولا باتباع السنة”.
واقترح: “إن السلفية المعاصرة ينبغي لتُحَقّق ذلك أن تجد لها نوعا من المؤسسات توفر لها حدا من “النظام” يخرجها من العشوائية ولا يدخلها إلى الحزبية، وبهذا تستطيع أن تؤثر في الواقع بقوة، وتشارك في الإصلاح على جميع الأصعدة بنجاعة، وهذا ما يمكنها من أن تنجز ما ترفعه من شعارات الإصلاح”.
وأضاف أنه “لعل كذلك من مظاهر أزمة العقل السلفي هو حصره في دائرة حرب “البدعة” في حين أن السلفية ينبغي أن تكون مشاركة في كل الميادين، لقول الله سبحانه: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة”، وبما لها من مدارس ومعاهد علمية يرتادها مختلف أصناف الناس، وأطرٍ في كل الميادين، ولما لها كذلك من اهتمام بأنواع العلوم تعلما وتعليما، لكن المانع المستمر هو الفرق النكد بين التقريرات العلمية التي تبقى نظرية، وتنزيلها في معترك الواقع الفاسد، والذي هو شرط إصلاحه”.