ذ. الطالب عن وفاة د. إدريس الكتاني: “وترجل الفارس المجاهد الشجاع”
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب الأستاذ إبراهيم الطالب مدير مؤسسة السبيل في حسابه على فيسبوك، عن وفاة د. إدريس الكتاني: “فارقنا اليوم طود عظيم، علَم من أعلام المغرب، مجاهد آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر، محموم بهَمّ أمته، من أكبر الدعاة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية هو الدكتور مولاي إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله تعالى.
هو رجل من الرجال الأشاوس لا يعرف مداهنة، ولا يرضى بالدنية، ولا يخاف في الله لومة لائم.
يجاهد على كل الجبهات، السياسية والفكرية والعلمية والثقافية.
هو من المؤسسين لرابطة علماء المغرب له في مواقفها المشرفة الحظ الأوفر.
لم تغره الدنيا وكان لو أرادها أقرب إليه من أنفه، لا يتوانى في إظهار الحق في وقته.
في مشاورات “إكس ليبن” صرح رئيس حزب الشورى والاستقلال بأن الحزب حزب علماني، مباشرة بعدها حاول تصحيح الانحراف بكل ما استطاع من قوة، فلما عجز قدم استقالته منه وكان من قياديّيه، وألف رسالة يشرح فيها أسباب استقالته وهي كتابه الموسوم: “المغرب المسلم ضد اللادينية”.
عين بعد ذلك عضوا في لجنة إصلاح التعليم فلما طرحت اللجنة مشروعها أمام الملك الراحل الحسن الثاني طالب هذا الأخير “في النهاية بإدخال تعديلين على المشروع، الأول يقضي بالإبقاء على الازدواجية في التعليم خلال المرحلتين الإبتدائية والثانوية، والثاني يقضي بأن تكون اللغة الفرنسية هي لغة العلوم خلال مرحلتي التعليم المذكورتين، وكان معنى هذا أن تظل اللغة العربية مقتصرة على المواد الدينية والأدبية، لتصبح متجاوزة كاللغة اللاتينية”.
فلم يتوانَ الفقيد مولاي إدريس في تقديم استقالته لوزير التعليم.
مواقف فقيدنا الكريم كثيرة ومتنوعة، ومؤلفاته غزيرة الفائدة، مؤثرة في الوعي بالذات المغربية والهوية الإسلامية، محذرة من الخطر الذي يتهددها.
فقيدنا العزيز من أعلام المغرب الذين يشكلون تاريخه الحديث، هو شاهد على المؤمرات والخطط.
لا شك أن حياته انتهت اليوم هذه حقيقة لا مراء فيها، لكنه سيبقى نبراسا يضيء طريق من يبحث في تاريخ المغرب عن مكامن الخلل الذي نعاني منه اليوم.
فرحم الله الشيخ المجاهد المنافح عن الدين والشريعة وتجاوز عن سيئاته، وتغمده بعظيم كرمه وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
ونعزي أنفسنا وأسرته وذويه والأمة المغربية وكل الأمة الإسلامية في هذا العلَم الشامخ.
فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
سيصلى عليه اليوم صلاة الجنازة بعد صلاة العصر”.