ذ. حماد القباج: هل ينقذ الملك سلمان المملكة العربية السعودية؟
هوية بريس – ذ. حماد القباج
(برقية عاجلة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز)
بصفتي مسلما يهتم بأحوال أمته الإسلامية؛ وبحكم ثقل ومركزية المملكة العربية السعودية وأثر سياستها على العالم الإسلامي؛ أجد نفسي مضطرا للتعبير عن رأيي بشأن السياسة الخارجية السعودية التي أرى أنها تنحدر إلى الهاوية بسرعة هائلة..
لقد كانت السياسة الخارجية السعودية متوازنة إلى حد ما؛ لما كانت محط تشاور وتعاون بين عقلاء الدولة من أمراء وخبراء وعلماء: وزير الخارجية سعود الفيصل، سلطان بن عبد العزيز، نايف بن عبد العزيز، محمد بن نايف…
بدأ هؤلاء يغيبون واحدا بعد الآخر.. وبدأت السلطة تتركز في يد شاب قليل الخبرة: الأمير محمد بن سلمان!
والذي كشفت الأحداث انحيازه للسياسة الإماراتية ودعمه لمواقفها المشينة في حماية وترسيخ الاستبداد والفساد العربي..
وهنا تبرز بشكل أوضح معالم الانحدار المؤسف والتحول الدراماتيكي في السياسة السعودية:
1- تحول “عاصفة الحزم” إلى “أمل وهمي”
حيث تم إجهاض المقصد الهام للعاصفة؛ وإدخالها في دوامة فاقمت الوضع اليمني ورفعت من درجة خطورته على اليمنيين والسعوديين على حد سواء..
2- تجميد وإضعاف زخم “التحالف الإسلامي” وتحول السعودية من محور الحق (السعودية / تركيا / قطر)؛ إلى محور الشر والباطل في الأمة: (مصر / الإمارات).
3- تصعيد العداوة ضد جماعة الإخوان المسلمين
وقد قلنا مرارا بأن كسب الجماعة وتعميق علاقتها مع دول الخليج خير للجميع..؛ وهو ممكن جدا بحكم القواسم الدينية والتاريخية ..
4- اتخاذ موقف عدائي مخجل من المقاومة الإسلامية؛ في مقابل ما بدأنا نقرأ ونسمع من مواقف لكتاب سعوديين يدعون للتطبيع مع دولة بني إسرائيل!
5- ثم يتوج ذلك كله بذلك الموقف الصبياني المتهور الأخرق من دولة قطر..!
وقد خُيّل إليّ وأنا أتابع هذا الانزلاق الحاد في السياسة السعودية؛ وكأن الأمير محمد بن سلمان لا شغل له إلا إجهاض محاولات والده لتدارك الأخطاء السابقة!
وتعظم المصيبة والكارثة؛ بسكوت النخب السعودية وعجزهم عن إبداء أدنى معارضة..
بل إن من أولئك النخب من دُفِعَ إلى الشهادة شهادة الزُّور وتضليل الرأي العام السعودي وإيهامه بصواب تلك الحماقات التي لا يقرها دين ولا عقل؛ والتي فتحت على السعودية أبواب نيران محرقة مدمرة والعياذ بالله..
أرجو خالصا من قلبي أن يتمكن الملك سلمان وفقه الله لتدارك الأمر وإنقاذ المملكة الشقيقة؛ فإنني أعتقد أن المخرج من هذا العبث المدمر إنما هو في وقفة حازمة من هذا الملك العاقل؛ وقفة تحدث توازنا في السلطة والحكم وتحيط الحكم بعقلاء الدولة والنخب السعودية؛ ليتمكنوا من إرجاع الأمور إلى نصابها أو على الأقل: تخفيف حجم الكارثة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه..