ذ. درواش: فرحت بتسجيل الشوبي (سابِّ آدم عليه السلام)
هوية بريس – ذ. نور الدين درواش
نعم، فرحت به قبل مشاهدته ظانا أنه سيعلن توبته واعتذراه وندمه على ما اقترفه لسانه في حق أب البشرية وأول الأنبياء آدم عليه السلام الذي كرّمه الله وخلقه بيديه وأسجد له ملائكته..
نعم فرحت ظانا أنه بعد هذا الذنب العظيم سيستفيق من غفلته ويستيقظ من سُباته ويعلن اعتذاره لشعب مسلم آذاه في إيمانه وعقيدته ومقدساته.
لكن بعد مشاهدتي لمقطعي (فبراير تي في) و(هسربيس) خاب ظني، لأنه عوض ما سبق، أخذ يدافع عن موقفه ويسوغ سيء كلامه ويرجع الخطأ إلى الصحفي والموقع، مع أن الصحفي السائل لم يأت على ذكر آدم ابتداء وإنما الشوبي هو من جر نفسه لذلك، على أن الموقع والصحفي المستجوب يتحملان المسؤولية على نشر هذا الباطل.
سبّ نبي من الأنبياء ليس (تخربيق) كما وصفت أيها الشوبي وإنما هو ذنب عظيم لا أراك تستشعر خطورته.
قال القاضي عياض المغربي المالكي دفين مراكش في أشهر كتاب مغربي في السيرة وهو (الشفا بتعريف حقوق المصطفى): “وَكَذَلِكَ مَنْ أَضَافَ إِلَى نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَمُّدَ الْكَذِبَ فِيمَا بَلَّغَهُ وَأَخْبَرَ بِهِ، أَوْ شَكَّ فِي صِدْقِهِ، أَوْ سَبَّهُ، أَوْ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يُبَلِّغْ أَوِ اسْتَخَفَّ بِهِ، أَوْ بِأَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، أَوْ أَزْرَى عَلَيْهِمْ.. أَوْ آذَاهُمْ.. أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا، أَوْ حَارَبَهُ.. فَهُوَ كَافِرٌ بِإِجْمَاعٍ” (2/608).
وما دام الشوبي قد اختار أن يخرج على المغاربة في مشهد (درامي مؤثر وحزين) يخطب عواطفهم ويستجلب رحمتهم فليختصر الطريق فإن المغاربة المسلمين لن يرضيهم إلا إعلان التوبة والاعتذار…
وأما الاختفاء وراء دعوى الكذب والتلفيق والاختلاق فلن تجدي.
وإلا فليبين لنا وجه الاختلاق في الفيديو موضوع الضجة؟؟
وليبين وجه الكذب المزعوم فيه؟؟
فإن التكذيب والنفي هو أسهل طريق لكن مع الأسف الطعن في سيدنا آدم بما لم يجرأ على قوله إبليس ثابت عليك.
ثم تقمص دور الواعظ والداعية ليحدثنا عن الإيمان قاصرا له على العمل (على مقاسه وهواه) ومخرجا للقول منه، فأقول له:
– ما كان أغناك عن هذا المجال البعيد عنك وعن ثقافتك ومعلوماتك السطحية والمغلوطة والبعيدة عن الإسلام.
– الكلام يا هذا أساس في التدين والمعتقد والإيمان والمعاملات، فالإيمان قول وعمل واعتقاد، ودخول الإسلام يكون بالقول نطقا للشهاديتن، والخروج منه يكون بأمور منها الردة القولية بالكلام المنافي لأصل الإيمان.
فاختصر الطريق أيها الشوبي واعتذر وتب إلى مولاك فإن ضغط المغاربة عليك ليس أعظم من عذاب الله يوم القيامة.
فإن إبليس زعم أنه خير من آدم وامتنع عن السجود، وتوعد بالإضلال.. ولم يقل كقول الشوبي والله المستعان.