ذ. طارق الحمودي هذه هي: الأصول الفكرية الإلحادية الأمريكية عند عدنان إبراهيم!!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تحت عنوان “الأصول الفكرية الإلحادية الأمريكية عند عدنان إبراهيم”، كتب الأستاذ طارق الحمودي، تدوينة مطولة نشرها على حسابه في فيسبوك، أجاب فيها عن سؤال: “ما هي الأصول الفكرية لعدنان إبراهيم ؟”، ومبينا منهجه الذي يتبع فيه الملحد الأمريكي ستيفن جاي غولد وطريقته “الأروقة المتمايزة”.
حيث قال مدرس العلوم الشرعية والباحث في التاريخ والحضارة: “سؤال يعرف قيمته الباحثون، فهو سؤال يتجاوز النظر في الجزئيات والفروع إلى النظر في أساس الفكر وأصله، ويبحث عن المنهج المؤسس لأنه الموجه والمؤطر، وفي حالة عدنان إبراهيم بدا في الأمر بعض اضطراب، فقد نسبه بعضهم إلى التشيع وبعضهم إلى الاعتزال، وفي كل ذلك شيء من الصواب وإن لم يكن حاسما.
صحيح أن عدنان إبراهيم تجرأ على الحديث في حياة الصحابة بغير عدل ولا علم، وصحيح أيضا أنه انتقد كثيرا من الأحاديث بدعوى مخالفتها للعقل، وصحيح أيضا أنه انتصر لنظرية التطور الداروينية التي يزعم أنها حقيقة علمية، وصحيح أيضا أنه صرح بإيمانه بجملة من الخرافات الوثنية المتعلقة بالنفس والروح والقدر، ومع ذلك يدعي أنه ينصر الشرع وينتقد بذلك المتطرفين، وينتصر للعقل والعلم ويرد على الحداثيين والملاحدة، وكل هذا الخليط لابد من شيء يخرجه وينتجه، وتكون معرفته معينة على تفهم كل هذا الخبط والخلط.
يجد الباحثون صعوبة كبيرة في محاولة إيجاد الأصول الفكرية لشخصية ما، لأن القواعد المؤطرة والقوانين الحاكمة في ذلك صارمة وشديدة، لكنهم قد يفاجؤون بنفس الشخصية تعترف بمصادرها وأس منهجها الفكري، فيكون ذلك من الغنيمة الباردة، وفي حالة عدنان إبراهيم كان اعترافه صادما… وبكل المقاييس العلمية.
يقوم منهج عدنان إبراهيم على نظرية توفيقية بين النصوص الشرعية وبين العقل والعلم، تنحو إلى نفي كل تعارض ظاهري، وقد سلك في سبيل ذلك “ضرورة التأويل” المتعسف للنصوص أو ردها إن لم يجد لذلك مساغا في نظره، والسؤال المهم الآن، ما هي المدرسة التي ينتمي إليها عدنان إبراهيم في ذلك، أهي المدرسة الشيعة أو المعتزلية، أو خليط منهما، أو الجامع بينهما؟ أو شيء آخر غيرهما؟
في حوار لعدنان إبراهيم مع صحيفة تيل كيل بالعربية، صدر منه في كلام طويل تصريح في غاية الخطورة والأهمية، انبعثت منه جملة من الأسئلة الأخطر وبانت منه دلالات عجيبة ومثيرة، فلم يتردد عدنان إبراهيم في القول:
“فيما يتعلق بمصادر المعرفة، لم أقع ضحية نزعة علموية ضيقة، يعاني منها كثير من الحداثيين، ولا بالمقابل ضحية نزعة نصوصية مغالية، سطت بكثير من الأصوليين، تبخس العلم وتستعيض عنه بالنص، مصدرا مطلقا للحقيقة الشهودية، بل اعتمدت منظورا مركبا، يجمع بين الحس والعقل، والوحي والحدس، كل في مجاله، على طريقة الأروقة المتمايزة Non-overlapping magisteria، التي انحاز إليها الراحل ستيفن جاي غولد Stephen Jay Gould في عمله الشهير. الأمر الذي زودني بالشجاعة الكافية لأعيد قراءة النص في ضوء العلم”..
عدنان إذن يتحدث عن “مصادر المعرفة”.. يتحدث عن منهج يجمع بين الحس والعقل والوحي والحدس، كل في مجاله.. واعترف بأنه سلك في هذا منهج “الأروقة المتمايزة” التي اقترحها من وصفه بـ”الراحل ستيفين جاي غولد”.. وهذا حديث عن أصوله الفكرية…!
يعرف الباحثون نظرية الفصل بين الشريعة والحقيقة التي دعا إليها ابن رشد ودافع عنها، والتي آلت إلى الدعوة إلى تأويل النص الديني كي لا يتعارض مع الفلسفة اليونانية، وتقوم هذه النظرية على أنه لا يجوز الخلط بين الشريعة والفلسفة، وأن لكل واحدة منهما مجالَها، وأنه لا تعارض بينهما، وهي نظرية سيتلقفها البيولوجي الدارويني الملحد أو المتشكك المشهور الأمريكي ستيفين جاي غولد، وسيقترح شيئا يشبهه، ما سماه “Non-overlapping magisteria” وهو المعروف اختصارا بـ”Noma”، وقد فصل في هذه النظرية في كتابه “Rocks of Ages”، والذي صدرت منه نسخة بالفرنسية تحت عنوان: “Et Dieu dit que Darwin soit” ونشره المركز القومي للترجمة باللغة العربية من ترجمة محمود خيال بعنوان: “صخور الزمن”.
إذن، يعتمد عدنان إبراهيم في قراءته للعقل والنقل على طريقة بيولوجي أمريكي.. ملحد.. دارويني.. فلا تستغرب مما ستراه من تناقضات وخبط وخلط في فكره وكلامه، فوفق نظرية ستيفين جاي يصير عدنان إبراهيم حرا ذا جرأة كبيرة متعللا بمقولة “الأروقة المتمايزة”، والخاسر الأكبر في فكره في النهاية هو النص القرآني والنبوي.. ثم العقل نفسه.. وهي جناية مركبة.. وهو ما أهله للحصول على دكتوراه في الشريعة بمعناها الأعم من جامعة.. نمساوية!!!
سيستطيع عدنان إبراهيم بسلوكه مسلك “الأروقة المتمايزة” على طريقة ستيفين جاي أن يسب الصحابة ويرد الأحاديث، ويؤول النصوص، ويؤمن بالخرافات الوثنية، لأنها من الحدس فلا سلطان للعلم عليها، ويوافق الشيعة والمعتزلة، ويقبل رأس مفتي الخوارج الإباضية في سلطنة عمان، ويمدح عملاء بوتين، ويمدح الظالمين، ويقبل العمل في روتانا عند من كان يطعن فيهم، وهكذا.. وينتصر للعقيدة الداروينية الملحدة ويزعم أن في خلق الله عيوبا.. وأننا أبناء عمومة الشامبانزي!
ها قد عرفت عزيزي القارئ أصل منهج عدنان إبراهيم فرد إليه الفروع والجزئيات، وهو منهج إلحادي أمريكي، يعيدنا إلى قضية ابن رشد الكبرى ونظرية الفصل بين الشريعة والحكمة أي الفلسفة اليونانية، ومن المسلم به أن عدنان لا يساوي ابن رشد في شيء من علمه، لكنه يساويه في أن ابن رشد سلك مسلك أرسطو ومنهجه، وسلك عدنان مسلك ستيفين.. ولست أجد شيئا أصف به عدنان إبراهيم إلا ما وصف به عاطف العراقي ابن رشد بقوله فيه: “ابن رشد فيلسوف عربي بروح غربية”، وفي عدنان أقول: “مفكر عربي بروح أمريكية”…
هل تعرفون الآن سبب رفض المغاربة لقدوم عدنان محاضرا في مساجدنا…؟”.
لم أشم رائحة البحث العلمي عن الأسس المؤطرة لفكر عدنان في المقال.
إنما الخرص والإتهام والإيحاء والولغ في أعراض الكبار من صغير يحبو في بداية طلبه للعلم. عذرا.
سامي , وهل وجدت أنت أصلا رائحة البحث العلمي في كلام عدنان إبراهيم
تطاول الاقزام والرويبضة للكلام في العلماء !!!!!!
هزلت
لا تهم أدوات الصنعة. الذي يهم هو ما صنعت.