ذ.نبيل ڭزناي يعلق على ضجة “الشيخ والشيخة”
هوية بريس – ذ.نبيل ڭزناي
تابعت عدة نقاشات دارت في مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتقاد الأستاذ ياسين العمري -وهو بالمناسبة ما فتئ يدعو إلى عدم “تشييخه”- لما يعرض في قناة مغربية حول ممثلة تلعب دور “شيخة” في مسلسل تلفزيوني، وهالني ما رأيته في بعض الصفحات وما كتبه بعض الصحافيين والمدونين، فهذا يتحدث عن دولة الخلافة، وتلك تتحدث عن تحكم الدعاة فيمن يدخل الجنة والنار، وذاك يشير إلى بطولة الشيخات!!
الله يا ودي!
حنانيكم..
فالأمر يتعلق بانتقاد عابر صدر فيما يبدو بعفوية في معرض كلام ورد في محاضرة عامة لأمر يُجمع المغاربة العقلاء والشرفاء على ذمه. فما لكم؟ كيف تحكمون؟
شوفوا، حين يتحدث عندنا الداعية أو الفقيه أو الخطيب عن ظاهرة معينة فهو يتناولها من مرجعية معتمدة دستوريا، وهي المرجعية الإسلامية، على اعتبار أننا في بلد دينه الرسمي الإسلام، وفي دولة إمارة المؤمنين، فإن اختلفت مع أحد هؤلاء وأردت مناقشته، وهذا من حقك، فعليك الاستناد إلى نفس المرجعية، وهنا سيكون الخلاف معتبرا والنقاش مقبولا.
والتحذير من ظاهرة معينة لا يعني التهجم على من تلبس أو ابتلي بها، فالحكم على الفعل شيء وعلى الفاعل شيء آخر، حيث تدخل عدة اعتبارات كالعذر بالإكراه أو الاضطرار أو الجهل أو غيرها من الأعذار، وهذا أمر لم يفقهه هؤلاء الصحافيون والمدونون الذين تناولوا هذا الموضوع بسطحية تارة وبجهالة تارات أخرى.
أما الحكم بالجنة والنار فكل مسلم يعلم أن هذا أمرا ليس موجودا في ديننا، بل تجده في الأديان السابقة المحرفة، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن إصدار هذه الأحكام يعد من التألي على الله، ويورد صاحبه المهالك، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام أن امرأة بغيا دخلت الجنة لأنها نزلت إلى بئر وسقت كلبا ماء، فهل لنا أن نحكم على شيخة -وهي أقل قبحا من بغي- بالنار؟! أبدا..
لكن هذا لا يمنعنا من نصح الناس وتوجيههم وإرشادهم للاشتغال في أشرف الأعمال وأطهرها، فيما يحفظ كرامتهم وعرضهم، بل ولمَ لا إعانتهم ماديا ومعنويا.
وتمنيت لو أعطى مسؤولو المسلسل هذه الممثلة -بصرف النظر عن أمور أخرى- دورا لعمل أنظف يحتاج إلى تنبيه الناس إليه ليحترموه ويقدروا صاحبه، كعاملة النظافة أو بائعة الخبز مثلا.
وختاما، وهذا أهم شيء عندي، أرجو أن يفتح هذا النقاش الباب أمام النقد الإيجابي عند المشاهد المغربي، وأن يتفطن للرسائل التي قد تمرر، بقصد أو بغير قصد، وألا يكون إمعة يستهلك كل ما يعرض ويبث.