رأي.. التدريس بالفرنسية
هوية بريس – عبد الجليل أميم
– التدريس باللغة الأجنبية لا يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة بل بالعكس تماما لن نستطيع أبدا حتى مجاراتهم لأن الخلفية التي تقودنا هي بالضبط متابعة ما يكتبون أو ينتجون، وفهمه إن فهمناه لا غير ، وهذا أقصى سعينا، وهو سعي غير مشكور ولا محمود في بناء الحضارات
– التدريس باللغة الأجنبية غرضه بحسن نية أو سوء نية إبعاد لغتنا عن العلم وربطها بالتاريخ والماضي والفلكلور والشعر والدين والأدب و…، وهذا بالضبط ما يريده أعداء الداخل والخارج
– التدريس بلغة أجنبية معناه أن لا نفكر بطريقتنا ولا ننتج مصطلحاتنا العلمية ولا تقوم لنا قائمة علمية بلغتنا وثقافتنا بل لنبقى تبعا ممسوخا.
– التعليم بلغة أجنبية لا يمنحنا أبدا فرصة استنبات العلم وترجمته والعمل بقواعده وجعله لغة يومية كما هو الحال في الغرب
– التعليم بلغة أجنبية معناه خلق طبقة جديدة متملكة للغات الأجنبية ومنفصلة عن لغتها وثقافتها ومرتبطة بغيرها بل وتابعة له في كل شيء، وفي نفس الوقت تعتقد أنها متفوقة على أهلها بل ومحتقرة لهم لأننا خلقنا لها معيارا جديدا للتمييز بين العالم والمتعلم اسمه اللغة الأجنبية لا العلم، ومن كان غير متمكن منها احتقرناه واحتقرنا العلوم التي يحملها بلغته الأم ولو كانت ما كانت
– التدريس باللغة الأجنبية معناه أنه إذا تغيرت موازين القوة العلمية بعد سنوات إلى الصينية أو الكورية أو غيرها وجب علينا تغيير لغة التدريس مرة أخرى، فنحن مولعون بالتقليد والتبعية. وهكذا فلا نحن طورنا لغة علمية من داخل نسقنا اللغوي، ولا نحن بقينا على لغة أجنبية واحدة وووووو
– التدريس باللغات الأجنبية جمييييييييل بشرط أن يكون القصد منه ترجمة علومهم وجعلها جزءا من ثقافتنا اليومية وبنائنا الحضاري، أما إن كان مجاراة للتطور فلن نلحق بهم بفلسفة المسخ اللغوي، التي تحرمنا وتحرم ثقافتنا وتحرم حضارتنا من أن يصبح لها يوما ما قول في العلم ومساهمة فيه.
– إن التابع الممسوخ بحسن نية لا خلاق له، لأنه لو نظر لكل دول العالم لرآها تدرس كل العلوم بلغتها، وتدرس المتخصصين بلغات أجنبية، وتنشئ مراكز الترجمة، وتستنبت العلوم بلغتها.
– أخبروني بالله عليكم أيتها الكائنات الغريبة عن العلم والمنطق ،كيف لمن لا يتقن لغته ومسلوب لغويا وثقافيا ويحتقر ذاته أن يساهم في بناء وتقدم وحضارة بلده، إن العكس هو الذي يقع، نعلمه لغات أجنبية بأموالنا وفي مدارسنا فيرحل ليساهم هناك مع من أعطى قيمة لنفسه ولغته في بناء حضارته، فعوض أن يكون ممن سيعيننا على التنقدم نراه يصبح ممن يساهم في توسيع الهوة بيننا وبين غيرنا ممن ندرس بلغاتهم. ونسدي بذلك خدمة مجانية لمن ينافسوننا فوق هذا الأرض، بل ويتحكمون في رقابنا ويستغلون ثرواتنا ويستعمروننا بأشكال مختلفة أهمها اللغة. إننا نتعلم أولا لخدمة أوطاننا وثقافتنا والإنسانية. هذا الترتيب هو ترتيب عند كل الشعوب ولا ينفيه إلا مكابر أو جاهل، أو عدو.
– لا تنسوا أن هناك معجزة يابانية وأخرى ألمانية واخرى كورية وأخرى صينية وأخرى تركيا وأندونيسا وكلها بلغاتها معشر الأدعياء، فلماذا تختزلون الكون في لغة فرنسية بائدة أو حتى إنجليزية. إنه نوع من سيطرة التمركز الغربي على عقولكم الباطنة حتى أضحت لا ترى شيئا غير أربابها وكهنوتها الفرنسي.
– التدريس بلغة أجنبية هو الذي جعل المغاربة شعبا مهدارا متكلما متبجحا بمعرفة اللغات بل وساعيا على الدوام فقط لإتقان اللغة لا لإتقان العلم، العلم ممكن بكل اللغات، والهوية والثقافة والحضارة لها لغتها، لقد دفعت هلوسة ومخدر اللغات أولوية العلم واللغة الأم إلى الخلف في المغرب، وحل محلها لي الألسن بكل اللغات، وتدحرجت العلوم إلى الدركات السفلى من أولوياتنا، بل وأنتجنا أناسا يتكلمون كل الللغات ولا يتقنون فيها علما، بل جعلوها بالعكس تماما لا تنقل إلا كل ما لا ينتج علما، لأن العلم عزيز. بل لقد اغتروا بما تعلموه من لغات أجنبية وجعلوها وسيلة للتمييز والطبقية الاجتماعية الجديدة
– إن اللغة العلمية ليست هي لغة الشعب بل لغة النخبة، وهذه النخبة هي التي عليها إتقان اللغة، ولا نتحدث عنها إلا في التعليم العالي، والدولة مطالبة بالتكوين اللغوي المستمر لأطرها وأساتذتها وطلبتها لمسايرة المستجدات العلمية وترجمتها، وليس تعميمها من أول سنة دراسية في التعليم الابتدائي. ولازلت أقول أن وطني مقبرة البيداغوجيا.
– لا أهمية لأية لغة أجنبية ولا حتى للغات الوطنية بدون استراتيجة للتقدم في مجال العلم. وما دامت الدولة لا تركز على استنبات العلوم في مؤسساتها فكل ما دونه جهد أفراد لا غير
– إذا أنتجنا العلم فإن هذه اللغات وأهلها هم من سيسعى لترجمة ما نكتب بلغتنا، بل وسيتعلمونها كما تعلمنا لغاتهم باعتبارهم علماء متخصصين، بل عندما تريد أن تتحدث باعتبارك عالما منتجا فهم من سيبحث لك عن مترجم كما نفعل نحن الآن. لا للفهم بالمقلوب وبيع الاستعباد على انه استقلال
– ثلاثة أنواع من البشر سيرفضون العربية والأمازيغية: فرنكوفوني عدو صريح العداء، ومتمزغ متبربر عدو شديد العداء، وقومي عروبي شديد العداء لمكونات الوطن. وهؤلاء من المتطرفين لا من العلماء أو المتعلمين الذين يزنون تبعات أقولهم وأفعالهم عليهم وعلى غيرهم. ولو كانوا صادقين في الدفاع عن الهوية لكانوا مدافعين بدون قيد أو شرط عن العربية والأمازيغية، لكنهم ركبوا على الأمازيغية أو العربية لضرب العربية أو الأمازيغية ومعانقة الفرنسية. فلا العربية ربحت ولا الامازيغية نجحت. بل بالعكس الفرسية اعتلتهما وركبت أهلهما .
– أفهمونا بارك الله فيكم لماذا تتهمون العربية والواقع هو كالتالي:
– كل الشواهد من الإجازة إلى الماستر والدكتوراه في المغرب في كل التخصصات العلمية من الرياضيات و الطب و الكيمياء ، الجيولوجيا ….بالفرنسية، حتى الصيدلة بالفرنسية و التكنولوجيا بالفرنسية، ثم الهندسة بالفرنسية كل شيء بالفرنسية وتتهمون العربية الله يمسخكم أبا عن جد.
– سبب التخلف هو الفرنسية التي أرجعتم إلينا في التعليم لا لشيء إلا خدمة لأجندات استعمارية متواصلة ولو بحسن نية.
– سبب تخلف التعليم هو الفساد على جميع المستويات، وعليه، ابتعدوا عن اللغات ولا تظلموها بإلباسها جلباب فسادكم. فتجعلونها مسؤولة عن تخلفنا والحقيقة أنكم أنتم مصيبتنا.
– الحضارة تبنى عير أزمنة وعمرها ليس عمر كائن تائه بين اللغات يمتد زمانا بين 60 و 70 سنة. فبناء الحضارات، بناء مئات السنين. وأول الغيث قرار وطني واقعي جيد. وفي مقدمته اللغات الوطنية.