رأي في #حراك_15_سبتمبر في السعودية
هوية بريس – ذ. حماد القباج
النظام السعودي وسياسات الدولة السعودية بحاجة إلى إصلاحات جذرية وواسعة؛ كما يؤكد ذلك أغلب الخبراء وفقهاء الدين والسياسة المهتمين..
لكن لا أعتقد أن الإصلاح يمكن أن يكون بحراك شعبي يستعمل وسائل ديمقراطية؛ كالوقفات والمسيرات الاحتجاجية..
فالدولة بنت شرعيتها على الدين وتقريب علماءه؛ ومن هؤلاء ينبغي أن يأتي الضغط من أجل تحقيق الحد الأدنى من الإصلاح؛ لا يبدو لي أفق إصلاحي إلا هذا:
أن تخرج من رحم مؤسسات العلماء حركات إصلاحية ذات وعي ونفوذ شعبي تضغط على النظام وتحمله على الإصلاح من منطلق شرعي إسلامي؛ يحقق العدل والمساواة ويحفظ الحقوق ويؤدي إلى مناصرة قضايا الأمة الإسلامية..
قد يبدو ذلك صعبا في ضوء السلوك الاستبدادي القمعي؛ ومع ذلك لا بد من تضحية تقدمها فئة من العلماء الربانيين الصادقين الذين يجمعون بين المحافظة على النظام والأمن من جهة والمناصحة له والضغط عليه من جهة ثانية..
النصيحة في السر لا تكفي..
والثورة والفوضى لا تنبغي ولا تشفي..
فلا بد من الصبر والتضحية والتخطيط بحكمة لإيجاد أدوات ضغط شرعية وحكيمة ومؤثرة..
في تصوري: هناك احتمالات ثلاثة لتعامل العلماء مع الوضع السياسي في السعودية:
1- إقرار الاستبداد والفساد السياسيين والسكوت عنهما وتشجيعهما باسم اتقاء الفتنة وطاعة ولاة الأمر.
2- تشجيع حراك غير مرشد ولا منضبط بضوابط قانونية ولا أخلاقية (الفوضى).
3- تأسيس حركات معارضة وطنية شرعية سلمية تراعي الخصوصية السعودية؛ وتركز على رفع الوعي وتشكيل آليات ضغط مناسبة لتلك الخصوصية..
أما الاحتمالان الأولان فليسا صائبين.. فلم يبق إلا الاحتمال الثالث: النهي عن منكر الفساد السياسي بوسائل ذكية وخلفية وطنية شرعية..
ليس من مصلحة الأمة أن يحصل اصطدام مع النظام السعودي، واستقرار السعودية مقصد هام؛ والعلماء قادرون على الضغط على الحكام لتحقيق الإصلاح؛ لكن يجب عليهم الصبر والتضحية لتحمل مسؤوليتهم الشرعية والتاريخية..
أسأل الله تعالى أن يحفظ ويسلم السعودية وقطر وسائر بلاد المسلمين.. كما أسأله سبحانه أن يهيء لدول المسلمين إصلاحا تتحسن به أحوالهم وتحل به أزماتهم وترتفع به محنهم.. إصلاحا يقيمون به العدل فيما بينهم ويسترجعون به كرامتهم وحريتهم ويحققون به اتحادهم ونهضتهم..
الذين حاولوا الاحتمال الثالث اعتقلوا . وحتى أنت لو كنت في السعودية لاعتقلوك بسبب دعائك الأخير .
إذن لم يبق إلا الاحتمال الثاني وقد تمت تجربته في السعودية ونجح حيث ضاعفوا رواتب كل الموظفين …
لم يعد خافياً على أحد من هم آل سعود وما هو وجههم الحقيقي بعد أن تخلّوا عن أقنعتهم المختلفة جهاراً نهاراً وانفضح تعاملهم المباشر مع اسرائيل وربيبتها أمريكا وتآمرهم على الأمة العربية والاسلامية واسداء خدمات باهظة الثمن في تدمير الدول العربية الواحدة تلو الأخرى بالوكالة وبخدمة خمس نجوم او ربما ستة فلم يبقى من ملامح ليبيا شيء وانطمست معالم العراق بالكلية وكادت سوريا أن تختفي من على خارطة الكرة الأرضية وهم الآن في طريقهم لجعل اليمن السعيد أثراً بعد عين بالتزامن مع مايحدث في مصر ولا عجب أن يتابعوا مسيرة الغي والضلال بتكميم الأفواه التي بدأت تتطق بالحق وتستهجن كل تلك الأفعال الخرقاء في ذات المملكة المحتلة والتي كانت تسمى الحجاز بالأصالة بيد أن آل سعود قد فتحوا على أنفسهم باب جهنم سيكون عسيراً جداً اعادة اغلاقه وقادمات الأيام القريبة سيعرف العالم من هم الحجازيون الأباة أحفاد الرسول والصحابة الأبطال .