رابطة علماء المسلمين تستنكر الحملات الإعلامية والتطاول على العلماء من أجهزة دول ودعاة فتنة وقالة سوء
هوية بريس – عابد عبد المنعم
أصدرت الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين بيانا نددت فيه بالتطاول على العلماء والنيل منهم والتعدي على دمائهم وأعراضهم والحملات الإعلامية ضدهم، سواء أكان ذلك من أجهزة دول أو دعاة فتنة أو قالة سوء، كما استنكرت الهيئة العليا ما تضمنته لوائح الدعاوى السياسية الملفقة التي صدرت بحق ثلة من العلماء في بلاد الحرمين.
وفيما يلي نص البيان:
الحمد لله الذي رفع شأن العلماء بقوله: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة:11]. والصلاة والسلام على رسوله القائل : (إن العلماء ورثة الأنبياء). رواه الترمذي وغيره.
أما بعد؛
فإنّ مما عمت به البلوى في زماننا هذا؛ التطاولَ على العلماء والنيلَ منهم والتعديَ على دمائهم وأعراضهم والحملات الإعلامية ضدهم من جهات عدة؛ سواء أجهزة دول أو دعاة فتنة أو قالة سوء. وَإِنَّ تفشي ظاهرة التسلط على العلماء والدعاة وطلبة العلم خطب جلل، ونذير شر، وباب هَلَكة فُتح على الناس.
ورابطة علماء المسلمين من خلال بيانها هذا تستنكر لوائح الدعاوى السياسية الملفقة التي صدرت بحق ثلة من العلماء في بلاد الحرمين وغيرها على آرائهم وممارساتهم الطبيعية وقيامهم بدورهم كعلماء ومفكرين وأصحاب رأي، سواء مطالبات بالإعدام أو بالسجن لمدد طويلة ظلماً وجوراً. وممن صدر في حقهم ذلك؛ الشيخ الدكتور عبدالعزيز اللعبد اللطيف، بشأن آراء وتغريدات قديمةٍ لا صلة لها بموضوع الدعوى.
وبناءً على ماسبق؛ فإن الرابطة تلفت النظر إلى أمور مهمةٍ :
♦أولها: أنّ العلماء هم أولياء الله تعالى وورثة أنبيائه، وهم أشدُّ الناس خشيةً لله، ومعرفةً بالله. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]. مع اعتقادنا أن الظلم يجب أن يرفع عن الجميع حالا وليس أهل العلم فقط.
♦ ثانيها: أن معاداة العلماء حرب مع الله. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)، وعن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله أنهما قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله، فليس لله ولي.
♦ ثالثها: أن عادة الله في هتك أستار منتقصي العلماء معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثَّلَب؛ ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
♦ رابعها: منزلة العلماء في الإسلام عظيمة؛ فهم الذين استشهدهم الله تعالى على وحدانيته، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، فقال تعالى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
♦ خامسها: أنّ نصرة المسلمين بعضِهم بعضًا من الحقوق التي أوجبها الله تعالى. قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَءًا مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِي حُرْمَتِهِ وَيُنْتَقِصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَتُنْتَهَكُ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ) الحديث رواه أبو داود وهو حسن. إننا ندعو الأفراد والجهات إلى البدار لتقديم ما يستطيعون في رفع المظالم ودفعها بكل الطرق الشرعية والقانونية المحلية والعالمية بكل وسيلة ممكنة.
وفِي الختام نسأل الله الكريم أن يفرج عن العلماء والدعاة وطلبة العلم وجميع المسجونين ظلمًا وعدوانًا، ويُنفِّسَ كربهم ويفُك أسرهم وأن ينتصر لهم ممن ظلمهم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
السبت 25 / صفر / 1440هـ
الموافق 3 / نوفمبر / 2018م.اهـ