عقب الأحداث الخطيرة التي يعرفها إقليم أراكان والإبادة الجماعية لمسلمي الروهينغا على أيدي جيش مينامار والسكان البوديين، أصدرت رابطة علماء المسلمين بيانا جاء فيه:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
فقد تابعت رابطة علماء المسلمين ما تناقلته وسائل الإعلام من أخبار مروعة عن المجازر الوحشية التي يتعرض لها إخواننا المسلمون الروهينغا في إقليم أراكان على يد الجيش الميانماري والسكان البوذيين، والتي راح ضحيتها خلال الأيام الماضية ما يقارب ثلاثة آلاف قتيل، وعشرات الآلاف من المهجرين والمحاصرين، في جريمة بشعة تعد الأسوأ في سجل مأساة المسلمين في إقليم أراكان والتي تصفهم هيئة الأمم المتحدة بأنهم الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم.
وانطلاقاً مما أوجبه الله على المسلمين من التناصر مصداقاً لقول الله تعالى: “وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر..”، وقول ﷺ: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره” أخرجه مسلم من حديث أبي هُريرة رضي الله عنه.
فإن رابطة علماء المسلمين تجد لزاماً عليها بيان ما يلي:
أولاً: إن الواجب الشرعي يحتم على حكومات العالم الإسلامي أن تضطلع بدورها في رفع هذا الظلم عن إخواننا المسلمين في إقليم أراكان؛ بكافة الوسائل، مذكرين هذه الحكومات بأن خذلان هؤلاء المستضعفين سيكون له عواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة.
ثانياً: نناشد منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، وكافة الهيئات والروابط والاتحادات العلمائية والحقوقية والإعلامية؛ استفراغ الوسع في مواجهة هذه الكارثة المروعة بكافة الوسائل المتاحة.
ثالثاً: نوجه نداء عاجلاً للمؤسسات والهيئات الإغاثية بالقيام بواجبها في جبر مصاب إخواننا المسلمين المنكوبين في بورما وفِي مخيمات اللجوء في دول الجوار.
رابعاً: ندعو عموم المسلمين بالقيام بما يستطيعونه من نصرة لإخوانهم في أركان، ويأتي في مقدمة ذلك الدعاء بكشف الغمة عنهم ولاسيما في هذه الأيام الفاضلة.
خامساً: نذكر إخواننا المسلمين في أراكان، بأن ما أصابهم من بلاء ومحنة سيعقبه فرج قريب إن شاء الله، مع صدق اللجوء إلى الله ثم اتخاذ ما يمكن من أسباب مادية ممكنة لدفع هذا البلاء ورفع هذا الاستضعاف، فإن مع العسر يسراً، وإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون…
نسأل الله تعالى أن يكشف عن إخواننا في بورما؛ الكرب وأن يعجل لهم بالنصر وأن ينتقم ممن ظلمهم إنه ولي ذلك والقادر عليه..