“رابطة علماء المغرب العربي” تستنكر إعادة فتح مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط
هوية بريس – متابعات
من خلال بيان لها استنكرت رابطة علماء المغرب العربي -مكتب المغرب- إعادة فتح المغرب لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.
وجاء في بيان الهيئة العلمية الذي توصلت “هوية بريس” بنسخة منه وحمل توقيع الشيخ عبد الله أُعياش المكناسي:
الحمد لله رب العالمين، معز المؤمنين ومذل الكافرين والمنافقين، وجامع الناس ليوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد البشير النذير، الهادي إلى الصراط المستقيم، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من أصول عقيدة التوحيد التي جاء بها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين والمنافقين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة: 51).
وكما أن من تلك الأصول الراسخة في ديننا الحنيف، كون أمة الإسلام أمة واحدة، تجمعها رابطة العقيدة، قال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” (رواه مسلم). وهذا ما جسده المغاربة، من خلال تمسكهم برابطة الأخوة الإسلامية في قضية الأمة العادلة، القضية الفلسطينية.
ومن هذا المنطلق، كانت النصرة والتناصر بين المسلمين هي الثمرة الطبيعية لهذه الأصول العقدية، وامتدادًا للتاريخ الإسلامي المجيد في المملكة المغربية وسائر بلاد المغرب العربي. قال الإمام مالك رحمه الله: “لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها”، ولا صلاح للأمة إلا بالتمسك بعقيدتها والعمل بمقتضياتها.
ولكن للأسف، فقد رأينا في زمننا هذا من قومنا من تنكر لهذه الأصول، وخذل إخوانه من أهل الدين، ووالى أعداء الأمة، ونصرهم على أهل ملته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خذل مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته خذله الله في موطن يحب فيه نصرته” (رواه أحمد).
ومن أحدث صور هذا الخذلان وتلك الموالاة المحرمة، ما فوجئ به الشعب المغربي من إعادة عمل مكتب الاتصال الصهيوني في المغرب، في خضم المجازر المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد أهلنا في فلسطين.
ومكتب رابطة علماء المغرب العربي، إذ يرى في هذا الإجراء خطرًا عظيمًا على الأمة، فإنه يسجل ما يلي:
1. استنكاره الشديد لهذا الفعل، واعتباره خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (الأنفال: 27).
2. الدعوة لوقف هذا الإجراء فورًا، والاعتذار للشعب المغربي والفلسطيني وللأمة بأسرها، وعدم العودة إلى مثله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” (رواه مسلم).
3. دعوة سائر القوى الحية في المجتمع إلى رفضه واستنكاره، وإعلان عدم قبوله تحت أي مبرر وبأية ذريعة كانت، فلا عذر لأحد في السكوت عن الحق.
4. دعوة العلماء الربانيين والدعاة الصادقين إلى بيان خطورة هذا الموقف على بلادنا وأمتنا، وعاقبته الوخيمة في الدنيا والآخرة.
5. تنظيم وقفات شعبية معبرة عن سخطها ورفضها للتواصل مع كيان إرهابي مجرم لا يرقب في أهلنا في فلسطين إلاً ولا ذمة، قال الله تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} (التوبة: 10) وخصوصا أمام مقر مكتب التواصل المشؤوم.
كما نهيب بجميع المغاربة إلى المسارعة إلى دعم إخوانهم بما يستطيعون من مال أو دعاء، فلا يحقر المسلم من المعروف شيئا.
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
توقيع:
الشيخ عبد الله أُعياش المكناسي.
رئيس مكتب المغرب لرابطة علماء المغرب العربي.
الجمعة 17 صفر 1446هـ
الموافق ل 23 غشت 2024 م”اهـ