رابطة علماء المغرب العربي تُعزّي في استشهاد قيادات من كتائب القسام
رابطة علماء المغرب العربي تُعزّي في استشهاد قيادات من كتائب القسام
هوية بريس – متابعات
أصدرت رابطة علماء المغرب العربي بيان تعزية، عبّرت فيه عن مواساتها لحركة المقاومة الإسلامية حماس وذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام، وذلك على خلفية الإعلان عن استشهاد القائد الميداني المعروف بـ“أبي عبيدة” وعدد من رفاقه، في سياق التطورات الميدانية الجارية في قطاع غزة.
وجاء في البيان أن الرابطة تلقت الخبر “بقلوب مؤمنة محتسبة”، معتبرة أن ما جرى يندرج في سياق ما وصفته بـ“مسار طويل من التضحيات” المرتبطة بالقضية الفلسطينية، التي أكدت أنها ستظل حاضرة في وجدان الأمة الإسلامية، مهما تعاقبت الأحداث والظروف.
واستحضرت الرابطة في بيانها البعد الديني والرمزي لما تعتبره “تضحيات الشهداء”، مستندة إلى آيات قرآنية تؤكد مكانة القتلى في سبيل الله، ومشددة على أن ما يحدث في فلسطين “لن يُنهي مسار المقاومة”، بل يزيد من “إصرار الأحرار على مواصلة الدفاع عن الأرض والمقدسات”.
كما عبّرت الرابطة عن تعازيها لأسر القتلى وذويهم، وللمقاتلين في قطاع غزة، داعية إلى الصبر والثبات، ومعتبرة أن ما يجري “امتحان تاريخي للأمة الإسلامية” في موقفها من القضية الفلسطينية.
وختمت الرابطة بيانها بالدعاء لضحايا الأحداث، وبالتأكيد على ما وصفته بـ“عدالة القضية الفلسطينية”، داعية إلى نصرة الشعب الفلسطيني، ومشددة على أن التطورات الأخيرة لن تُنهي الصراع، بل ستظل – وفق تعبيرها – “شاهدة على حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال”.
وفيما يلي نص بيان الرباطة كاملا كما توصلت به “هوية بريس”:
بسم الله الرحمن الرحيم
“إنا لله وإنا إليه راجعون”
أيتها الأمة الإسلامية الحرة الأبية، يا أحفاد صلاح الدين وعمر المختار وعبد القادر والخطابي ، في يوم ارتوت فيه أرض فلسطين المباركة بدماء الشهداء، وتضرّج فيه التاريخ بمداد البطولة والفداء، تلقت رابطة علماء المغرب العربي بقلوب مؤمنة صابرة محتسبة، نبأ استشهاد القائد الشجاع أبي عبيدة ورفاقه الميامين الأبرار من كتائب القسام.
لقد سطّر هؤلاء الأبطال بدمائهم الزكية أروع ملاحم التضحية، ورسموا بأرواحهم الطاهرة معالم طريق الكرامة والحرية. كانوا جبالاً شامخة لم تهزها العواصف، وكانوا نجوماً ساطعة أضاءت دروب المجاهدين في ظلمات الليل البهيم.
صدقوا الله فصدقهم، وأخلصوا النية فرفع الله ذكرهم، وبذلوا الأرواح فأكرمهم بالشهادة. قدموا أنفسهم قرباناً لله، وضحّوا بالغالي والنفيس في سبيل تحرير المسجد الأقصى والأرض المباركة من دنس الاحتلال الصهيوني الغاشم.
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”
إن سفك دماء الشهداء ليس نهاية الطريق، بل هو بداية فجر جديد. إنها الوقود الذي يشعل جذوة الإيمان في قلوب المؤمنين، وهي المنارة التي تضيء دروب الأجيال نحو النصر والتمكين.
وإن دماء أبي عبيدة ورفاقه الطاهرة ستظل لعنة تلاحق الكيان الصهيوني الغاصب إلى يوم الدين، وستكون شاهدة على جرائمه وإجرامه أمام الله والتاريخ والإنسانية.
إن كل قطرة دم زكية سُفكت ظلما ستكون حجة دامغة على الظالمين، ووقودا يؤجج نار المقاومة في صدور الأحرار، حتى يأتي يوم النصر المبين وتحرير الأرض المباركة من رجس المحتلين.
إن استشهاد قادتنا ليس نهاية المسير، بل هو الوقود الذي يذكي جذوة العزم، والمنارة التي تهدي الدرب وتوقظ في الأمة روح الثبات والمضيّ قدمًا..
“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”
إن رابطة علماء المغرب العربي لتتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وإلى كتائب عز الدين القسام، وإلى أهالي الشهداء الأبرار وذويهم، وإلى إخواننا المجاهدين الصابرين في غزة وفلسطين وكل أرض محتلة، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
نسأل الله أن يربط على قلوب أهاليهم بالصبر واليقين، وأن يجعل مصابهم في ميزان حسناتهم يوم الدين، وأن يجبر كسرهم ويشفي جراحهم.
نسأل الله أن ينصر المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان، وأن يثبت أقدامهم، وأن يسدد رميهم، وأن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يذل الكفر والكافرين، وأن يدمر الكيان الصهيوني الغاصب ويزيله من الوجود عاجلاً غير آجل.
فهنيئاً لأبي عبيدة ورفاقه الشهادة في سبيل الله كما نحسبهم واله حسيبهم وهنيئا لهم مرافقة الأنبياء والصالحين.
رحم الله شهداءنا الأبرار، ونصر الله المجاهدين الصابرين وعاجل الله الكيان الصهيوني بالهلاك والدمار.
رابطة علماء المغرب العربي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اهـ
