رجاء.. لا للمنع من الحياة في مصر
هوية بريس – يونس فنيش
صفوت حجازي. عبدالرحمن البر. محمد البلتاجي. أسامة ياسين، أحمد عارف. ايهاب وجدى محمد. محمد عبدالحي. مصطفي عبدالحي الفرماوى. أحمد فاروق كامل. هيثم السيد العربي. محمد محمود على زناتى. عبدالعظيم إبراهيم محمد…هكذا جاءت الأسماء المرشحة لنزع الحياة في جريدة “المصري اليوم” الإلكترونية.
هؤلاء رجال أيدت محكمة من محاكم النقض المصرية حكم الإعدام في حقهم. قرأت أن حسب القانون المصري يمكن إصدار قرار العفو في أجل 14 يوما، بعدها تحدد وزارة الداخلية المصرية تاريخ تنفيذ قرار المنع من الحياة الدنيا.
تعرفت، من خلال صورهم في الصحافة الإلكترونية، على الدكتور صفوت حجازي الذي كان يتحفنا ببرنامج “زمان العزة” الذي كان يعرض على قناة الناس في شهر رمضان، من بين سلسلة برامج لآخرين، كمحمد حسان، و محمد حسين يعقوب، و محمد المصري، و سالم أبو الفتوح و القائمة طويلة…
و تعرفت أيضا من ضمن هؤلاء الرجال على محمد البلتاجي الذي قتلت ابنته الشابة برصاصة في الرأس من طرف قناص في مصر، و لقد شاهدنا عملية قتلها بالصوت و الصورة في شريط فيديو مروع؛ و أما الآخرون فأساتذة و دكاترة و علماء أيضا…
صراحة، رجال أخيار. ربما أن القدر جعلهم في موقع صعب في خضم أحوال سياسية دولية معقدة آنذاك… ولكن الأكيد أنهم من خيرة الناس.
لن أخوض في مرافعة لصالحهم لأن الوقت ليس وقت المرافعات القانونية، بل هو وقت محاولة استعطاف الإنسانية جمعاء، و خاصة إنسانية حكام مصر أولا، و حكام العالم ثانيا…
أوقفوا قرار الإعدام، فلقد اكتفت الإنسانية مصائب و فواجع و أحزان بلا مبرر. فإن رب اليهود و النصارى و المسلمين، و الملحدين و العلمانيين و الشيوعيين و الرأسماليين، عفو يحب العفو…
فهيا، تحركوا أيها الإنسانيون؛ باستطاعتكم إنقاذ الحياة في أجل 14 يوما… باستطاعتكم إقناع حكام مصر
بحفظ الحياة في مصر في هذة المدة الزمنية الوجيزة. فإذا كان “ذنب” هؤلاء كونهم إسلاميون، فلقد ترأس الإسلاميون حكومة المغرب عقدا من الزمن لأنهم نجحوا في الإنتخابات، و مازالوا في الحكم إلى يومنا هذا، و لن يستطيع خصومهم إزاحتهم من رئاسة الحكومة سوى عبر التفوق عليهم في الإنتخابات المقبلة إن شاء الله. ففي تجربة المغرب الناجحة في هذا الصدد درس مفيد للسياسات العالمية مفادها أن السياسة القوية الصلبة الحكيمة لا تحتاج لإعدام السياسيين.
رجاء، كفى الإنسانية قتلا و منعا من الحياة… لا يمكن للإنسانية أن تبرر ضعفها إن تم تنفيذ حكم الإعدام ذاك في مصر. لا يمكن. الإنسانية قوية و لابد لها أن تنتصر.