رجال التعليم يزيحون سيف ديموقليص من فوق رؤوسهم

هوية بريس – متابعات

علق د.إدريس الكنبوري على قرار الحكومة بإنهاء التعاقد في التعليم وإقرار صفة موظف عمومي على كافة الأساتذة.

وكتب المحلل السياسي تعليقا على القرار “أخيرا تراجعت الحكومة وألغت مبدأ التعاقد في التعليم واعترفت بجميع الأساتذة موظفين عموميين وأخرجتهم من خانة “الموارد البشرية”؛ وهكذا ستعيش الأسرة التعليمية في المغرب عرسا بعد أن آتى النضال نتائجه المتوخاة؛ ونحن من هنا نهنئ كافة الأساتذة من طنجة إلى الكويرة وعائلاتهم”.

وأضاف “الحكومة ضربت عصفورين بحجر واحد؛ أنهت حالة الاحتقان في التعليم وفي الوقت نفسه قدمت هدية إلى النقابات التعليمية التي كادت تفقد صلاحيتها بسبب اصطفافها إلى جانب الحكومة سابقا في وجه التنسيقيات؛ وهذا له مدلول سياسي كبير؛ يعني أن الهيئات السياسية والنقابية كلما فقدت مشروعيتها تم التدخل لإنقاذها حتى يغلق الباب أمام أشكال جديدة من الاحتجاج.

التعاقد كان يعني تعليق الموظف على أسلوب مزاجي وبيروقراطي يمكن أن ينهي حياته المهنية في أي لحظة؛ بل كان نوعا من الاستعباد والتهديد الدائم لأن الأستاذ يشعر دائما بأن سيف ديموقليص فوق رأسه يمكن أن يفرشخه في أي وقت؛ ولذلك تحولت حياة الكثيرين من المتعاقدين إلى حياة مؤجلة؛ لا يستطيعون الزواج أو إنشاء أسرة أو بناء بيت أو تحديد مواعيد.

ولكن طريق الإصلاح في التعليم طويل؛ وليس هذا القرار سوى الجانب الشكلي منه؛ وهو طويل أصلا لأنه يمتد من الستينات؛ ومشاريع الإصلاح – تجاوزا – التي تعاقبت عليه عشرات المرات جعلته مثل رأس الأقرع؛ ويتطلب اليوم حلاقا ماهرا لم يولد بعد”.

وحول ما يستفاد من هذا الدرس قال الكنبوري “الكفاح هو الحل؛ وأن الرأي العام هو الذي يصنع الحكومات؛ فإذا سكت الرأي العام نامت الحكومات ووضعت تقارير كاذبة تعكس مصلحتها لا مصلحة المواطن لأن لا أحد أزعجها”.