رحيل أبرز علماء الشام ومعارضي نظام الأسد.. من هو الشيخ سارية الرفاعي؟

07 يناير 2025 00:27

هوية بريس – وكالات

توفي الشيخ السوري سارية عبد الكريم الرفاعي، الاثنين، عن عمر ناهز 77 عامًا في مدينة إسطنبول التركية، بعد معاناة استمرت نحو شهرين إثر إصابته بجلطة دماغية.

وستقام صلاة الجنازة على الشيخ، الثلاثاء، بعد صلاة الظهر بجامع الفاتح. وكتب ابنه عمار الرفاعي على منصة فيسبوك “يوم كنت أخشاه، الوالد في ذمة الله”.

كما كتب بشار الرفاعي “إنا لله وإنا إليه راجعون، والدي المربي الكبير الداعية الشيخ سارية الرفاعي في ذمة الله”.

من هو سارية الرفاعي؟

وُلد الشيخ الرفاعي في دمشق عام 1948، ونشأ في كنف والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي، أحد أبرز علماء دمشق.

وتخرَّج في معهد الجمعية الغراء، ودرس فيها كل المراحل حتى نال الشهادة الثانوية منها عام 1966.

وسافر الشيخ بعد ذلك إلى مصر والتحق بالأزهر الشريف، وتخرَّج في كلية أصول الدين عام 1977، ثم حصل على درجة الماجستير في التفسير عام 1974.

تتلمذ سنوات عند المفتي الأسبق للجمهورية العربية السورية الشيخ أبي اليسر عابدين، وأخذ عنه العربية والفقه الحنفي. وأثناء دراسته في مصر تلقى العلم عن بعض شيوخها، منهم الشيخ عبد الحليم محمود، والشيخ محمد محمود حجازي، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، وفق موقع “رابطة علماء دمشق”.

مسيرة سارية الرفاعي الدعوية

عقب عودته إلى دمشق، عمل الشيخ سارية الرفاعي في مجال الدعوة الإسلامية، وشارك في مشروعات خيرية واجتماعية، وكان إمامًا لمسجد زيد بن ثابت في مدينة دمشق.

أسَّس جمعيته الخيرية الشهيرة “حفظ النعمة”، المشروع الخيري الأبرز في سوريا، حيث شكَّل فريقًا من المتطوعين للتجول على المطاعم بعد انتهاء عملها ليجمعوا الطعام المتبقي ويوزعوه على الفقراء.

ومع مرور الزمن، توسَّع المشروع ولم يقتصر على الإغاثة والطعام، بل امتد إلى إنشاء مكاتب للإغاثة بشكل عام. وفي عام 2009، قدَّمت الجمعية إفطار رمضان للآلاف في باحات المسجد الأموي بدمشق.

كما أسَّس الشيخ سارية الرفاعي مركز زيد بن ثابت لخدمة الأنشطة القرآنية، حرصًا منه على متابعة النهضة القرآنية في دمشق التي بدأها والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي.

إضافة إلى نشاطه في العمل الخيري والاجتماعي، ومشاركته في مؤتمرات إسلامية دولية، كان أيضًا أحد أعضاء المجلس الإسلامي السوري، ورابطة علماء الشام.

مواقف سارية الرفاعي السياسية

خرج الشيخ من سوريا منذ عام 1980 حتى 1993 بسبب تعرُّضه لمضايقات أمنية من نظام حافظ الأسد، شملت جميع الحركات الإسلامية.

اشتهر الشيخ الرفاعي بدعمه للثورة السورية على نظام بشار الأسد منذ يومها الأول عام 2011، وكان من أبرز الأصوات المعارضة للنظام السوري.

وكان من أول المنتقدين للمجزرة التي ارتكبتها قوات نظام الأسد في محافظة حماة في غشت 2011، في بداية شهر رمضان، إذ خطب الشيخ سارية الرفاعي بعد صلاة الفجر بالناس، مهددًا بتصعيد الاحتجاجات إن لم يتوقف النظام عن جرائمه بحق الشعب السوري.

وكان له دور كبير في نجاح الإضراب بمدينة دمشق في 29 من مايو/أيار 2012، على إثر مجزرة الحولة.

وعلى إثر التهديدات والملاحقات الأمنية التي تعرَّض لها الشيخ الرفاعي، بسبب موقفه المؤيد للثورة والمعارض لنظام الأسد، خرج من سوريا عام 2012 مع الكثير من العلماء المعارضين.

حماس تنعى سارية الرفاعي

ونعت حركة حماس الشيخ سارية الرفاعي، ووصفته بالمناصر لقضايا الأمة كافة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأضافت الحركة في بيانها “لقد نشأ الشيخ سارية في كنف والده العلّامة الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله، وإلى جوار شقيقه الأكبر الشيخ أسامة، فكان لتلك النشأة أثرها في تأهيله لأن يكون عالمًا عاملًا مميزًا وضليعًا في الدعوة والفقه والعمل الإسلامي، والعمل الاجتماعي والخيري”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M