رحيل زغلول النجار رائد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

رحيل زغلول النجار رائد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

هوية بريس – متابعات

عن عمر يناهز التسعين عامًا، انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الأحد 18 جمادى الأولى 1149هـ الموافق 9 نوفمبر 2025 بالعاصمة الأردنية عمان، الدكتور والداعية المصري البارز زغلول النجار، أحد أبرز علماء الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

ويأتي هذا الرحيل بعد مسيرة علمية ودعوية حافلة امتدت لعقود طويلة، ساهم خلالها الدكتور النجار في خدمة الإسلام والعلم، لا سيما في مجال ربط الحقائق العلمية بالنصوص المقدسة.

من علوم القاهرة إلى أستاذية ويلز

ولد الدكتور النجار في 17 نوفمبر 1933 بقرية مشال، بمركز بسيون في محافظة الغربية بمصر.
وقد برزت موهبته العلمية منذ وقت مبكر، فدرس في كلية العلوم بجامعة القاهرة وتخرج عام 1955 بمرتبة الشرف، كما حصل على جائزة “الدكتور مصطفى بركة” في علوم الأرض.

لم تتوقف رحلته الأكاديمية هنا، بل سافر إلى بريطانيا لينال درجة الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز عام 1963. وقد منحه تقدير الجامعة زمالة ما بعد الدكتوراه وجائزة “روبرتسون” للأبحاث، قبل أن ينال درجة الأستاذية عام 1972.

مسيرة مهنية عابرة للقارات

تنقل الدكتور النجار خلال مسيرته المهنية بين القطاعين الصناعي والأكاديمي في عدة دول عربية وأجنبية.
بدأ عمله في “شركة صحارى للبترول”، ثم باحثًا في “المركز القومي للبحوث” بالقاهرة، وشارك في مشاريع بمناجم الفوسفات والذهب بالصحراء الشرقية.

كما شغل مناصب أكاديمية مرموقة، أستاذًا في جامعات مثل جامعة عين شمس، جامعة الملك سعود بالرياض، جامعة الكويت، جامعة قطر، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، بالإضافة إلى أستاذ زائر في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس.

ولم يقتصر دوره على التدريس، بل شغل مناصب إدارية واستشارية، منها مستشار للتعليم العالي في المعهد العربي للتنمية بالخبر (السعودية)، ومديرًا لجامعة الأحقاف باليمن، واستقر في سنواته الأخيرة أستاذًا في “جامعة العلوم الإسلامية العالمية” في عمان.

إرث الإعجاز العلمي

يعد الدكتور زغلول النجار واحدًا من أبرز مؤسسي ومنظري تيار الإعجاز العلمي، وعضوًا مؤسسًا في “الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة”، وزميلًا في “الأكاديمية الإسلامية للعلوم”.

وقد ترك إرثًا علميًا ضخمًا، شمل أكثر من 150 بحثًا علميًا محكمًا و45 كتابًا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية. كما اشتهر بمقالاته الأسبوعية في الصحف والمجلات الإسلامية، وسلسلة واسعة من الأشرطة المرئية والمسموعة حول العلاقة بين الإسلام والعلم.

من أبرز مؤلفاته:

-من آيات الإعجاز العلمي

-الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم

-علوم الأرض في الحضارة الإسلامية

-قصة الخلق

-الظواهر الكونية في القرآن

-معجزة المكان والزمان

-الإعجاز العلمي في السنة النبوية

لقد خدم الدكتور زغلول النجار العلم والدعوة الإسلامية لأكثر من ستة عقود، وترك أثرا واضحا في الدراسات العلمية المرتبطة بالقرآن الكريم، ممتدة نشاطاته التعليمية والدعوية إلى مختلف الدول العربية والأجنبية.

رحم الله الفقيد وغفر له ورزق أهله ومقربيه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.