ردا على رئيس الحكومة الذي صرح أن مطالب الأساتذة المتدربين انحازت عن توجهها الصحيح
بوجمعة حدوش
هوية بريس – الثلاثاء 05 يناير 2016
بعد دخول الأساتذة المتدربين في جميع المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين شهرهم الثالث في مقاطعة التكوين بشقيه النظري والتطبيقي وما تخلل هذه المدة من وقفات وتظاهرات ومسيرات محلية وجهوية ووطنية واعتصامات أمام النيابات والأكاديميات الجهوية وغير ذلك من الخطوات النضالية المتنوعة التي أبان بها الأساتذة المتدربون عن حسهم النضالي الواعي وتشبثهم بمطلبهم العادل والمشروع في إلغاء المرسومين الذين أصدرتهما الحكومة المغربية، تفاجأ الأساتذة المتدربون من تصريح السيد عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية في الملتقى الوطني الأول للشباب في العالم القروي، والذي نُظم يوم السبت بنواحي مراكش، تفاجؤوا من تصريحه الذي يقول فيه: “أن مطالب الأساتذة المتدربين قد انزاحت عن التوجه الذي كانت تسير فيه، وأخذت أطراف أخرى تتحرك في الملف، والتي لا تهمها مصلحة هؤلاء الأساتذة المتدربين”.
لذلك وأمام هذا التصريح الذي لا علاقة له لا بالحقيقة ولا الواقعية ارتأيت بصفتي عضو في التنسيقية المحلية للأساتذة المتدربين بالمغرب بمركز المسيرة بوجدة ومنسق اللجنة الإعلامية بنفس المركز أن أوضح للسيد عبد الإله بن كيران بما أنه قال بأنه يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ويرى ما يُكتب عنه فيها، ارتأيت أن أوضح له مدى بطلان ادعائه وزعمه هذا.
أولا: الأساتذة المتدربون قاطعوا التكوين بشقيه منذ أزيد من شهرين لسبب واحد ووحيد وهو مطالبتهم حكومتكم الموقرة بإلغاء المرسومين وإلى حد الآن لم يزد مطلبهم عنه، لكن أمام مثل هذه الادعاءات والمزاعم قد يُصعد الأساتذة المتدربون من مطالبهم ويكون سبب ذلك هو تعنت حكومتكم في الاستجابة لمطلبهم العادل والمشروع.
ثانيا: الأساتذة المتدربون منفتحون على جميع الأحزاب والهيئات والنقابات ومنهم حزبك، فقد كانت للجنة الوطنية للحوار مع الأحزاب والنقابات لقاءات مع جميع الأحزاب من بينها حزبكم سيدي، وليس في هذا الأمر انزياح عن مطلبنا بل استعانتنا وانفتاحنا على كل من نرى فيه خدمة لقضيتنا.
ثالثا: اعلم سيدي الرئيس لو أن الأمر انزاح عن توجهه الصحيح لوجدت شبيبة حزبك أول من يتصدى لذلك، فهم موجودون مع الأساتذة المتدربين وفي صفهم، بل ومنهم أعضاء في التنسيقية الوطنية.. لكن العكس من ذلك هم الآن يردون عليك ويقولون أن قضيتنا ما زالت في سكتها الصحيحة ويوم نجدها تنحاز عن ذلك فسوف يكون لنا موقف آخر لإعادتها إلى وجهتها الصحيحة.
رابعا: لو أنك تخاف سيدي الرئيس أن ينحاز توجه الأساتذة المتدربين عن مساره الصحيح فأسرع بالاستجابة لمطلبهم حتى تغلق الباب على كل تلك الأطراف التي قلت أنها تحرك الملف ولا تهمها مصلحة الأساتذة، لكن بما أنكم لم تتحركوا في هذا المسار فأنتم تساهمون في أن تتدخل هذه الأطراف لتحرك هي بنفسها ملفنا.
لكن نؤكد لكم أن الأساتذة المتدربين واعون بقضيتهم وبمسارها وهم وحدهم من سيوجه قضيتهم إلى المسار الذي يريدونه.
أما ما يخص دعوتكم لأعضاء شبيبة حزبكم بأن يطلبوا من الأساتذة المتدربين العودة لمراكز التدريب لمتابعة دراستهم، فإني أرى من هذا الطلب أنكم نسيتم أن أول من ثار على المرسومين الذين أصدرتهما حكومتكم هم شبيبة حزبكم وأمامك مباشرة، ولعلي أذكركم بذلك، فقد حضرتم إلى الملتقى الوطني الحادي عشر والذي نظمه شبيبة حزبكم بمدينة مراكش ما بين 25 يوليوز و2 غشت 2015، وهناك في ذلك الملتقى الذي حضره الآلاف من شبيبة حزبكم سألتك شخصيا سيدي الرئيس عن المرسومين الذين أصدرتهما حكومتك مؤخرا ورفضنا لذلك المرسومين، فذكرتم جوابا لم يقنع الجميع، فحدثت شوشرة في القاعة من جوابكم لعدم اقتناعهم به، فكانوا هم أول من رفض هذين المرسومين قبل أن يجتازوا المباراة، فكيف نسيتم ذلك، والآن تطلبون منهم أن يطلبوا من الأساتذة العودة إلى مقاعد التكوين؟
لذلك أقول لكم سيدي الرئيس بأن تشبثكم بعدم الجلوس إلى مائدة الحوار مع الأساتذة المتدربين للنظر في حل هذه القضية إنما ذلك ليس في صالحكم بتاتا وليس في صالح حزبكم، ولعل هذا التعنت سيجعل الكثير من شبيبة حزبكم يستقيل عنه لأنهم يرون في رئيسه تعنتا وربما تكبرا -رغم أننا لم نلحظ ذلك فيكم-، فليس لكم الآن بد من الجلوس للحوار والبحث عن حل لهذه القضية، هذا إن كان يهمكم مصلحة أبناء الوطن من الأساتذة والأستاذات -ولا نشك في ذلك إطلاقا- وإلا فعندها كلام آخر.