رسائل للعلامة عبد الله كنون (ح2)
هوية بريس – ذ. إدريس كرم
نقدم فيما يلي رسالتين توصل بهما فضيلته من الزعيم محمد بن الحسن الوزاني؛
الأولى تتعلق بالخطة التي قررتها الجمعية الطنجية في حل المشكلة الدولية، وكذا مشروع كتاب له حول طنجة.
والثانية استفسار له حول حقيقة المظاهرات التي جرت بطنجة سنة 1937.
الرسالة الأولى
“الحمد لله وحده؛
الأخ العزيز تحية وشوقا.
أكتب لك هذه الكلمة لكي أعرفك مع بقية الإخوان بأنه بعد ورود مكتوبك في شأن تقرير الجمعية الطنجية سعيت في الحصول على اسم رئيس الهيئة المذكورة، وفعلا وجدته فكتبت حالا للرئيس، وذلك في الرابع من غشت الماضي، أخبره بأن الكتلة تهتم بمساعي الجمعية الطنجية وبالخطة التي قررت اتباعها في حل المشكلة الدولية، وأنها تود معرفة محتويات التقرير الذي قدم في جنيف باسم الجمعية المحلية، ولهذا نرغب في منه أن يوجه لنا نسخة، ثم أشعرته بأنه لا يبعد أن يحصل اتفاق بيننا وبين الجمعية الطنجية في جوهر الخطة، وذلك حسب المستفاد مما نشر في بعض الصحف الفرنسية في المدة الأخيرة.
وقد مر شهران منذ توجيه رسالته للرئيس المذكور، وليومنا هذا لم يصل منه لا تقرير ولا جواب، ولست أدري هل بعث التقرير أو أنه لم يهتم برسالتي إليه؛
وعليه فإني أعرفك باسم الرئيس راجيا منك الإتصال به مباشرة أو بواسطة وتذكيره مع طلب نسخة من التقرير، والرئيس هو المحامي الإسباني الشهير خوسي بالما وهو عضو في المجلس التشريعي.
أما ما يرجع للكتاب الذي أحضره عن طنجة وقضيتها، فقد جمعت من أجله عدة كتب فرنسية وإسبانية مع ملف كبير يحتوي على مقتطعات من الجرائد الفرنسية والإسبانية والأنجليزية، وعما قريب سأسرع في العمل، إنما لي اقتراح أريد عرضه عليكم وهو طبع الكتاب على نفقتكم.
وأعتقد أن هذا متيسر إن لم يكن واجبا نظرا لأهمية المشكلة، ولكون طنجة لم تتحمل لحد اليوم قسطها في التضحية المالية لفائدة الحركة، وهذا أقل شيء تمكن مطالبتها به في الساعة الحاضرة، خصوصا وأن على الصندوق صوائر كثيرة من أجل مطبوعات الكتلة التي لا تقل أهمية عن الكتاب المنوي إخراجه في قضية طنجة.
فالرجاء منكم أن تدرسوا الإقتراح وتعملوا كل ما في المستطاع للقيام بهذا العمل الجليل الذي سيكتب لكم في صحيفة الجهاد الوطني.
كما أرجو التعجيل بالجواب إيجابا أو سلبا (لا قدر الله ولا خيب ظننا في همتكم).
وبما أن الأجل المضروب بين الدول هو 24 دجنبر وذلك للتعريف بوضعيتها في مشكل طنجة، فمن الواجب التعجيل بإخراج الكتاب لبيان موقف المغرب نفسه في مسألته الخاصة.
وإليكم الآن فصول الكتاب:
– نبذة عن طنجة (جغرافية تاريخ).
– بسط نظريات الدول.
– طنجة في تاريخ المسألة المغربية.
– تأسيس النظام الدولي.
– تحليل النظام.
– نقد النظام.
– مطالب الدول الجديدة.
– النظرية المغربية الوطنية.
وسأبتعد قدر الإمكان عن الحشو من حيث استعمال الوثائق وشرحها عرضا أو نقدا، وإني مستعد لتلقي كل ما تعرضونه من الملاحظات والمطالب في القضية.
وابعث كذلك كل ما تحت يدكم من الوثائق التي ترونها في الموضوع.
وفي الختام بلغ سلامي لكافة الإخوان، ودمت لأخيك
محمد بن الحسن الوزاني”.
الرسالة الثانية التي تتعلق بالحوادث التي وقعت بطنجة سنة 1937
“الحمد لله وحده
الأخ العزيز تحية طيبة وشوقا
فقد غابت عني أخبارك وإني لفي شوق إلى ما صدر بالوعد منك بخصوص القضية، فهل أنت مجد في إنجاز الوعد؟
قرأت أخبارا في الصحف حول وقوع حركة ومظاهرات في طنجة، والشائع هنا أنها صادرة عن إيعاز، وهذا ظاهر أيضا فيما كتبته الصحف الفرنسية هنا، ونحن الآن جاهلون بحقيقة الواقع، فهل لأخوتك أن تحقق لنا الأخبار وتعطينا تفصيلا عن القضية؟
وتقبل مودتي وإخلاصي،
وأحب منك تبليغ السلام لكافة العاملين المخلصين، والله يحفظكم.
محمد بن الحسن الوزاني”.