رسالة إلى أئمة المساجد بعنوان: “القراءة في الصلاة الجهرية.. الغنيمة الباردة والدعوة الخالدة”
هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
أئمتنا الأعلام، وفقهاءنا الكرام؛ اعلموا أن الله قد ولاّكم مهمة عظيمة، وحمّلكم أمانة ثقيلة، وأنكم موقوفون بين يديه، فسائلكم عمّا استرعاكم، ومحاسبكم عمّا ولاّكم.
أئمتنا الفضلاء؛ اعلموا أن الله لم يترك عباده سدى، ولم يشرِّع أحكامه للناس عبثا،وإنما شرعها لمقاصد جليلة وثمرات عظيمة، وأنه سبحانه جعل أمامكم ست ركعات تتجدد يوميا (ركعتا الصبح، ركعتا المغرب، وركعتا العشاء) تقرؤون فيها جهرا، لتسمعوا للناس آياته، وتبلغوا إليهم رسالته.
سادتنا الأئمة؛ اعلموا أن قراءتكم في الركعات الجهرية دليل على هَمِّكم وهِمّتكم، وهي رسالة يسيرة، ودعوة متجددة ،تتفاعلون من خلالها مع قضايا أمتكم، وهموم مجتمعكم، وتعرِّفون بها بالأحدات من حولكم، وتعالجون بها نوازل عصركم..
سادتنا الأئمة؛ اعلموا أن أمتنا نزلت بها نوازل تشيب لهولها الوِلدان، وتتصدّع لسماعها القلوب والوِجدان، لعل أشدها خطرا، وأعظمها ضررا؛ المؤامرة على الثوابت الوطنية، وما يتعرض له إخواننا في فلسطين من الإبادة الجماعية، ولذا نلتمس منكم، بما عهدناه عليكم من جميل الأخلاق وكريم الصفات، وحب لأمتكم، ووفاء لوطنكم، أن تستحضروا هاتين النازلتين في قراءاتكم الجهرية وصلواتكم اليومية،عساها أن تكون سببا في إحياء الأمة، وتنبيه الناس من غفلتهم، وإيقاظهم من نومهم، وبعثهم من رقادهم؛
√ فعن النازلة الأولى (المؤامرة على الثوابت)؛ نلتمس منكم سادتنا الأعلام، أن تقرؤوا لنا من الآيات التي تتحدث عن مكانة الأسرة في الإسلام، وأسس استقرارها، وخطر الإضرار بها..من الآيات التي تتحدث عن العفة وجماليتها، والفواحش وقبحها..من الآيات التي تدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب الاحتكام إلى شرع الله…
√ وعن النازلة الثانية (الإبادة الجماعية في فلسطين)؛ نلتمس منكم أيها الأوفياء أن تقرؤوا لنا من الآيات التي تتحدث عن سنن الله في النصر والهزيمة،والضعف والتمكين.. من الآيات التي تتحدث عن حقيقة اليهود وخيانتهم للعهود والمواثيق وسفك الدماء.. من الآيات التي تتحدث عن قصص الأولين وثباتهم أمام جبروت الظلم والطغيان (قصة طالوت وجالوت، أصحاب الكهف، وأصحاب الأخدود..).. من الآيات التي تتحدث عن دور الإيمان في المعركة ووعد الله بنصرة المستضعفين والمؤمنين وهزيمة الظالمين والمعتدين..
√ وعن النازلتين معا؛ نلتمس منكم أيها الأحرار، أن تقرؤوا لنا من الآيات التي تفضح عمل المنافقين، و تظهر خبث سريرتهم للناس، ومكرهم بهذا البلد.. من الآيات التي تبرز ولاء هذه الشرذمة البئيسة، والنبتة الخبيثة للعدوِّ الخارجي، وسعيها الحثيث في تهديد وحدة الأمة ونشر الفتن بين أبناء المجتمع الواحد.. تقرؤون لنا من الآيات التي تكشف خطط هؤلا المجرمين في محاربة الشريعة الإسلامية واستبدالها بالقوانين الوضعية..
فقهاءنا الأوفياء؛ إن هذه الدعوة لا عذر لكم فيها، لأنها لا تفرض عليكم مراقبة، ولا تجركم إلى مساءلة، ولا تضعكم أمام محاسبة، ولا يستطيع ظالم أن يمنعها، ولا مستبدُُّ أن يوقفها، فهي الغنيمة الباردة، والدعوة الخالدة.
هذا؛ واعلموا رحمكم الله أن كل واحد منا على ثغر عظيم من ثغور هذا الدين، وأن الأمة تعيش مرحلة فارقة في تاريخها، وليحذر كل واحد منا أن يؤتى الإسلام من قِبله.
وتقبلوا مني -أعلام الهدى ومصابيح الدجى- أسمى عبارات المودة والتقدير، والمحبة والتبجيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يحفظ بلدنا المغرب من دسائس المنافقين، وكيد الخائنين، وأن ينصر أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصرا يعز به الدين ويعلي به راية الإسلام والمسلمين.
كتبه العبد الفقير إلى ربه، الغيور على دينه وأمته الأستاذ ادريس ادريسي.
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).