رسالة إلى خطباء المساجد… على هامش توقيف الشيخ يحيى المدغري
ذ. جواد أمزون
هوية بريس – الخميس 04 فبراير 2016
أمام توالي توقيف الخطباء والأئمة في مساجد دولة ينص دستورها على أن دينها الرسمي هو الإسلام أكتب هذه الكلمات لسادتي الخطباء الأفاضل:
أيها الخطيب: إن أردت أن تحافظ على منبرك وراتبك الزهيد دراهم معدودات تأخذها من أغنى وزارة في البلاد…!!! إياك أن تتكلم أو تنتقد العهر والرذيلة والفسق والفجور..!!! لا تقترب من مهرجان موازين والشواذ والزنا والربا ..!!! إياك أن ترد على الزنادقة..!!! إياك أن تسول لك نفسك أن تذكرهم على منبرك أو أن تكشف باطلهم..!!! إياك أن تعتز بدينك وشرعك وأخلاقك وهويتك..!!!
لقد آن الأوان لك أيها الخطيب أن تزيد من التطبيل للباطل وإلا كنت في لائحة الموقوفين..!!!
دعك من هموم الناس وحرصك على تركهم للمعاصي وحثهم على التوبة والرجوع..!!! دعهم يتخبطوا في خطاياهم ولا تشفق عليهم..!!!
غير موضوعاتك وتكلم عن البناء العشوائي، والبيئة، وحوادث السير، والتقلبات المناخية، وفيروس زيكا، ومهرجان موازين كرسالة حضارية، ودور الموسيقى في بناء الإنسان، ودور “جنيفير لوبيز” في رفع معنويات الشباب، وأهمية زرع الكيف في ازدهار الاقتصاد..!!!
تكلم عن فوائد الطماطم والبيض وأضرار السمنة…!!! تكلم عن أحوال الطقس وعن المناسبات الوطنية..!!! ولا تنس محاربة الإرهاب والتطرف بزرع حب اليهود والنصارى والزنادقة في قلوب المصلين..!!! اطمس الحقائق واسكت عن الظلم ولا تهتم بموبقة سبّ الله ولا الطعن في رسول الله ولا بكبيرة التطاول على قطعيات الدين…
باختصار اجعل مقولة (شوف وسكت) شعارك الأبدي…!!!
أيها الخطيب: إما أن تكون كما أشرت عليك فتعيش ذليلا خانعا مفلسا مضيعا للأمانة خائنا لله والرسول راضيا بمنبر ينشر (الخوا الخاوي)، فتكون كمقدمي نشرات الأخبار على قنواتنا البئيسة أو كببغاء تكرر ما كتب لك فلا تستحق معها أن تسمى خطيبا…!!! أو تقرر أن تكون خطيبا حقيقا متحررا منضبطا فقط بقال الله، قال الرسول، يستحق أن يعتلي منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتفخر بدينك وسنة نبيك تنشرها وتغرسها بين الناس.. وتدافع عنها بكل ما تملك من قوة.. وترد كيد الكائدين ومكر الماكرين.. وتكشف الضلال والبهتان.. وتقمع كل زنديق متطاول على شرع رب العالمين.. تسخر المنبر لتوجيه الناس وتوعيتهم بمعاني الإسلام العظيمة.. وتغرس فيهم الافتخار والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الدين العظيم.. تحارب الظلم والطغيان وتقف مع المستضعفين والمساكين.. تحث على العدل والأمانة والوفاء والحياء وكل قيم الخير والصلاح..
بهذا فقط سترضي ربك ونبيك صلى عليه وسلم وتكون أهلا لأن تسمى خطيبا يحمل مشعل تبليغ إرث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين العالمين..
أيها الخطباء اتحدوا يرحكم الله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تتركوا من ليس أهلا يسير شؤونكم ويقرر في أموركم.. شكلوا تكتلا قويا حتى يضرب لكم ألف حساب ولا تخافوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.. إلا تفعلوا يكن التوقيف مصيركم واللائحة لن تتوقف عند الشيخ يحيى بل ستطال كل من لم ترض عنه الجمعيات والمنظمات والهيئات العلمانية المعادية لديننا، المخربة لقيمنا، المزعزعة لاستقرار بلادنا.. والحزن يزداد أن وزيركم لا يرد طلبهم بل يكون حريصا كل الحرص على إرضائهم ونصرتهم والدفاع عنهم..
فالله الله -أيها الخطباء- في منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوه ألعوبة في يد المنافقين و اجعلوا له هيبة تنشر الرعب في قلوبهم وتنسف مخططاتهم..
ختاما أقول للشيخ يحيى: لا تحزن شيخي الحبيب فقد أديت وكفيت ووفيت ونفع الله بك ونصحت وجاهدت بكلمة حق.. نشرت العلم النافع وحرضت على التوحيد والمعاملات الحسنة والأخلاق الطيبة والقيم النبيلة ولم تسكت عن باطل ولا أيدت ظلما.. وقفت غصة في حلاقم العلمانيين وصرت محبوب الناس في كل مكان، والمنبر وسيلة من وسائل نشر الخير، فإن منعت عنها فأمامك ولله الحمد طرق كثيرة وأبواب شتى.. فجزاك الله خيرا ونفعك بك وأيدك ونصرك..
اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل أعداء الدين..
اللهم رد كيد الكائدين ومكر الماكرين..
اللهم أيد العلماء والدعاة والمصلحين بتأييدك…
اللهم ولّ علينا خيارنا ولا تول علينا شرارنا.. آمين آمين آمين..
رب يسر وأعن!!!
فالشيخ يحيى سبحان الله لم يكن العديد من العوام من الناس يعرفونه حتى تم توقيفه فالله جعل له المعرفة والقبول والهبة في الأرض بهذا عسى أن تگرهوا شيئا وهو خيرا لكم
أيها الخطباء اقتصروا في خطبكم على تلاوة سورة ق
الى ان يفرج الله عنكم
ولربما تم توقيفكم لان سورة ق لا تلائم القيمين على نظارات الاوقاف