رسالة إلى رئيس الحكومة لأجل إعادة وداديّة الأخوين السّكنيّة ببني ملال إلى سكّة الصّواب
هوية بريس – عبد العزيز غياتي
إنّ في الأمر إنّ، ليس بمعنى “إنّ القوم يأتمرون بك” ولكن بمعنى “إنّ القوم اتمروا بك وانتهى الكلام”، والرّاجح أنّ ذلك هو الحال في حالتنا وحال العديد من الوداديّات السّكنيّة التي أتخمت تفاصيلُها الإعلامَ المحلّيّ والوطنيّ.
فحين تمرّ 12 سنة منذ تأسيس وداديّة سكنيّة دون أن يجتمع المكتب، المكوّن من ثلاثة أفراد، بالمنخرطين أو يعطيّ إشارة إيجابيّة تدلّ على أنّه في الطّريق الصّحيح نحو تمكينهم من بقع يشيّدون على أرضها بيوتا تسترهم أسقفها.
وحين يعترف المكتب المؤسّس في النّهاية أنّه فشل في التّسيير و وجد صعوبات في استمرار تحمّل المسؤوليّة و يرجو من الحاضرين اختيار من يقوم مقامه بعد أن أضحى رصيد الوداديّة صفر درهم، إضافة إلى أنّ ولايته تعتبر منتهيّة منذ 30 نونبر 2014 حسب القانون الأساسيّ للوداديّة، و حين يكون ذلك الاعتراف في جمع عام عُقد بتاريخ 02 فبراير 2019، كان هو من دعا إليه من تلقاء نفسه، بحضور مفوّض قضائيّ.
و حين يسرع رئيس المكتب القديم إلى المحكمة من أجل الطّعن في شرعيّة المكتب الجديد، الذي تمّ انتدابه خلال ذلك اليوم، بحجج هشّة ولوائح للمنخرطين أقلّ ما يقال عنها إنّها غير دقيقة، ويجتهد في وضع العصا في عجلته بدل مباركته، فلا هو استمرّ في تسيير شؤون الوداديّة بإحسان مقدّما التّقرير الماليّ والأدبيّ للمؤتمرين كما طُلب منه، و لا ترك التّسيير لغيره في انتظار تقديم الحساب للمكتب الجديد، و يبدو أنّه لا يتوخّى من كلّ تلك المناورات إلّا استمرار الوضع على ما هو عليه إلى حين وقوع معجزة تنقذه ممّا يخفيه، أو يحصل بقدرة قادر على صكوك الغفران من المنخرطين، حينئذ يتأكّد المنخرط في وداديّة الأخوين السّكنيّة أنّ عشرات الملايين من السّنتيمات التي اقتطعها من مصروفه اليوميّ على مدى عشرات السّنين وأودعها حساب الوداديّة أصبحت في مهبّ الرّيح.
ليكن ما تقدّم ذكره رسالة مفتوحة إليك السّيّد رئيس الحكومة المحترم، فهلّا تدخّلت لوقف هذا العبث الذي ضاعت بسببه حقوق مواطنين ذنبهم الوحيد أنّهم أحسنوا الظّن بالسّكن التّضامني، هلّا تدخّلت لأجلإعادةوداديّةالأخوينالسّكنيّةببنيملالإلىسكّةالصّواب،مباشرة أو عن طريق وزارة الدّاخليّة أو وزارة حقوق الإنسان، أو الوزارات الوصيّة على المجتمع المدني والإسكان أو على كلّ ما له علاقة بالموضوع، وهلّا تدخّلت الفدراليّة الوطنيّة للوداديّات السّكنيّة بالمغرب لترتيب بيتها الدّاخلي؛ في انتظار ذلك لن يجد منخرطو وداديّة الأخوين السّكنيّة بدّا من إسماع صوتهم لكلّ من يهمّه الأمر وبكلّ الطّرق المشروعة و المتاحة كما يفعل إخوانهم من متضرّري الوداديّات الأخرى على الصّعيد الوطنيّ.
و قد استهلّوا مسيرتهم النّضاليّة، التي لن تكون أطول عمرا من نَفَسهم الطّويل، و لا أقوى من استعدادهم للتّضحيّة من أجل حقّ مشروع تضمنه مواثيق السّماء والأرض، استهلّوها بثلاث وقفات احتجاجيّة أمام المحكمة الابتدائيّة تزامنت مع بعض جلسات النّظر في الطّعن الذي تقدّم به الرّئيس المنتهيّة ولايته ضدّ المكتب الجديد، و مع حلول الصّيف السّاخن وهو مناسبة لعودة عدد من المنخرطين من بلاد المهجر، استأنفوا نضالهم الذي لاشكّ ستكون حرارته بمستوى درجات المحرار ببني ملال، بوقفة احتجاجيّة سلميّة حضاريّة يوم 30 يونيو 2019 أمام بيت الرّئيس السّابق، أبلغ ما جاء في البيان الذي تُليّ في نهايتها هو أنّ منخرطي الوداديّة المتضرّرين لا يسعون إلى الزّجّ بأحد في غياهب السّجون و لا يرومون تشتيت أسر، ولكنّهم يريدون استرجاع حقوقهم كاملة في آجال معقولة مؤكّدين أنّ أيديهم ممدودة منذ البداية لكلّ مبادرة معقولة ترمي إلى حلّ هذه المشاكل بالتي هي أحسن شريطة توفّر الإرادة والجدّيّة في الخصوم، وقد أكّد البيان كذلك أن النّضال مستمرّ والمستقبل يحبَل بمحطّات نضاليّة متنوّعة ذُكر منها ما ذُكر وتُرك ذكر بعضها إلى حين.