رسالة بسطاوي لـ”مايسة”: ملِّي كايكون مربيك بن باز وكتحرشك عليه نوال سعداوي
هوية بريس – حكيم بلعربي
تفاعل الفنان التائب هاشم بسطاوي مع الخرجات الأخيرة للمدونة المثيرة للجدل مايسة سلامة الناجي.
فكتب على حسابه على الموقع الأزرق بنبرة تعجب واستغراب لا تخلو من أسلوبه التهكمي المرح: (مت ّ… دعيو ليا بالرحمة… غادين بيا دابا “تشييع الجنازة “.. أنا خوكم .. الله يجعل قبري روضة من رياض الجنة… وإياكم… ولي بقا عايش فيكم من بعد ماقرا هادشي… ربي كتّب ليه عمر جديد.. هادي ساعة من ساعات الله) ثم ختم تدوينته مشبها الناشطة مايسة بالكاتبة العلمانية المصرية نوال سعداوي: (ملّي كايكون مربّيك ابن باز و كتحرّشك عليه نوال السعداوي).
وقد لاقت هذه العبارة الأخيرة في مقارنة مايسة بنوال سعداوي، تفاعلا وانتشارا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
جاءت تدوينة بسطاوي ردا على خرجات المدونة مايسة التي أعلنت فيها أنها (موحدة غير مسلمة)!! ومقالها الذي تقمصت فيه دور الواعظة والراهبة والقديسة، والذي ذكرت فيه قصة انتقالها من الإسلام إلى (اللاتدين)، الذي سمته بالربوبية. والذي ختمته بدعاء: “وأدعو الله أن يعفو عن المسلمين من الطغيان.. أدعو الله الواحد الأحد أن يحمِينا ويحمي البشرية من طغيانهم واستبدادهم وسبابهم وتعديهم على خلقه باسم امتلاك الحقيقة القطعية…اللهم اهدهم للتعايش مع خلق الله بسلم وسلام.. إنهم لا يعجزونك”.
وقد انهالت الردود والتعليقات على المدونة، التي انتقلت من اليمين إلى قمة اليسار، من قبل كتاب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك أنه من المقرر أنه لا يوجد موحد على وجه الأرض غير مسلم..
والتعبير بـ“موحدة غير مسلمة” كالتعبير بـ“عاهرة ملتزمة” أو “كافرة مؤمنة” أو “عاقلة مجنونة”.. فهو تعبير يجمع بين النقيضين ويخلط بين المقدس والمدنس، وهذا لا يستقيم في عقل سوي.
إن التأمل في ظاهرة مايسة سلامة وتدحرجها وتقلب أفكارها يوما بعد آخر يوقن بأمرين:
الأول: أن مايسة ما زالت تتدحرج، وأنها لن تقف عند هذا الحد، بل ستتقلب وتتقلب إلى أن تصل إلى نهايتها الفكرية. ولا ندري هل ستكون سعيدة أم شقية.. مع أهل الحق أم أهل باطل.
الثاني: أن المدونِّة مايسة تعاني من أزمة نفسية كبيرة، وتعاني من ندوب نفسية عميقة تسببت لها في انفصام شخصيتها، وقد عبرت عن بعض ذلك في مقالها الأخير حين وصفت حالة الفراغ التي عاشتها بعد وفاة والدتها وزواج شقيقاتها…
قالت: “عام 2014 دخلت في خلوة.حيث توفت والدتي، وتزوجت أخواتي كلهن، وبعُدَت العائلة وتقلصت إلى انعدمت الصداقات..، ووجدتني لوحدي لا مهرب ولا مفر من عقلنة كل ما برمجت به وتعلمته وعرفته، ولا مهرب من المنطق”.
ولهذا؛ فهي تمحور جل القضايا المطروحة للنقاش حول نفسها وتشخصنها، ولهذا فهي تحتاج إلى أحد أمرين لحل عقدتها:
– طبيب نفسي: يخرجها من الدوامة التي دخلت فيها ومن عقدة النقص التي تلازمها، والتنكر والإقصاء التي تستشعرهما من أصدقائها وأخواتها ومعارفها، ما جعلها تنتفض في وجه الجميع حتى تنكرت لدينها وفطرتها… والعلاج النفسي كفيل بأن يخرجها من النكسة إلى الحياة الطبيعية ومن التطرف إلى الاعتدال.
– زوج صبور وعاطفي: يخرجها من عزلتها ووحدتها ويشعرها بالاهتمام والعطف والدفء والحنان والرحمة بعد تخلي الجميع عنها ولعل ما يؤكد هذه الفرضية هو كونها بعد نزع حجابها أصبحت أشبه بعارضة أزياء تعاني من مراهَقَةٍ متأخرة..
فالمفكر النسوي -سواء كان ذكرا أم أنثى- والسياسي الناجح والجمعوي الفاعل يهتم كل منهم بأفكاره وترتيبها وعقلنتها وتأملها، ولا يعيرون كبير اهتمام للمظهر والشكليات.
لكن مايسة تعتني بفستانها وتجعل لكل مباشر لباسا خاصا وتسريحة خاصة مع مبالغة في وضع المساحيق ما يدل على أنها امرأة غير سوية.
فنسأل الله أن يشفيها وأن يهديها وأن يصلح حالها ويخرجها مما هي فيه.