رسالة شفوية من الملك محمد السادس إلى الرئيس التونسي قيس سعيد
هوية بريس – و م ع
استقبل الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد، اليوم الأربعاء 23 أكتوبر، رئيسي مجلس النواب ومجلس المستشرين، الحبيب المالكي وحكيم بنشماش بقصر قرطاج (ضاحية تونس العاصمة).
وقال الحبيب المالكي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في أعقاب هذا الاستقبال، إنه نقل رسالة شفوية من الملك محمد السادس إلى الرئيس التونسي الذي أدى اليمين الدستورية، أمام مجلس نواب الشعب التونسي (البرلمان).
وأوضح رئيس مجلس النواب الذي مثل إلى جانب رئيس مجلس المستشارين، الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس التونسي الجديد، أن “المغرب يغتنم هذه المناسبة، للتأكيد أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حريص ليس فقط على الحفاظ على جودة العلاقات المغربية التونسية من أجل المضي قدما، ولكن أيضا من أجل تعميق التقارب بين الشعبين”.
وأضاف المالكي أن الاستقبال كان مناسبة أيضا للتعبير عن التهاني والمتمنيات بالتوفيق والنجاح للرئيس الجديد وللشعب التونسي.
وأشار إلى أن “الأمر يتعلق أيضا، بالنسبة لنا، بالتذكير بعمق العلاقات التاريخية، وجودة العلاقات الثنائية الممتازة منذ عقود، وبمدى حرص المغرب على الحفاظ على الروابط المتميزة مع مجموع بلدان المنطقة المغاربية”.
وذكر بأن تونس تميزت دوما بالرصانة وبشجاعة شعبها، مشيدا ب”الاستقبال الحار جدا وعلى جميع المستويات”، الذي حظي به الوفد الرسمي المغربي الذي مثل الملك محمد السادس خلال حفل التنصيب في مجلس نواب الشعب التونسي.
وأضاف المالكي لقد “كنا الوفد الرسمي العربي والمغاربي الوحيد الذي حضر في مجلس نواب الشعب”، خلال الحفل.
واعتبر أن الأمر يتعلق “برسالة قوية للغاية في ظل ظروف خاصة تمر بها تونس، لاسيما أن خطاب الرئيس قيس سعيد، المؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ تونس تطرق إلى مجموعة من النقاط من بينها البعد المغاربي الذي يعتبره جلالة الملك اختيارا استراتيجيا”.
وأضاف أنه في سياق معولم تطبعه اضطرابات اقتصادية وتجارية مهمة جدا، فإن خلق تجمع إقليمي مغاربي يعتبر ضرورة من أجل البقاء، مشيرا في هذا السياق إلى أن “المجموعات الإقليمية في سياق العولمة من شأنها أن تمكن بلداننا من أن يكون لها وزن وصوت في سيرورة الأحداث”.
ومضى المالكي قائلا: “سنواصل الدفاع عن هذا الاختيار بغض النظر عن المشكل المصطنع الذي يعيق بناء هذا التكتل”، مؤكدا أن “عالم اليوم وبلداننا، بحاجة إلى دولة قوية من أجل ضمان الاستقرار وتعزيز الاندماج الاجتماعي”.
وقال رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش من جهته، في تصريح مماثل: “حظينا بشرف استقبالنا من طرف فخامة رئيس الجمهورية التونسي المنتخب قيس سعيد، الذي خص المغرب في الخطاب الذي ألقاه أمام البرلمان بالتفاتة قوية”.
وأضاف بنشماش، “نقلنا خلال هذا الاستقبال تحيات جلالة الملك وتهانئه إلى فخامة رئيس الجمهورية المنتخب وللشعب التونسي”.
ومضى رئيس مجلس المستشارين قائلا: “نحن متفائلون بهذا الأفق الواعد المفتوح اليوم، ليس فقط أمام توطيد هذه الشراكة المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وتونس، ولكن أيضا إزاء هذا الأفق الواعد المفتوح أمام شعوب المنطقة لتجاوز مخلفات العقود الماضية وللعمل والتصدي المشترك للتحديات المطروحة على دولنا وشعوبنا”.
وأبرز بنشماش أن الملك محمد السادس حرص على تكليف رئيسي مجلسي البرلمان بحضور مراسيم تنصيب رئيس الجمهورية التونسي، مؤكدا أن “هذا الحرص من قبل جلالة الملك ينطوي على رسالة ذات مغزى عميق مفاده أن المغرب يولي لتونس مكانة متميزة ضمن طموح سبق لجلالة الملك أن عبر عنه في كل المناسبات”.
وأوضح أن هذا الطموح هو “إحياء فكرة المغرب الكبير وضخ نفس جديد في الدينامية التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا، والمغرب الكبير تحديدا، بما يسمح بإزالة العقبات والحواجز التي ينتمي معظمها إلى زمن الحرب الباردة، والتي حالت دون بناء مغرب كبير قادر على مواجهة التحديات الجيوسياسية والتحديات من كل نوع”.
وذكر بأن “هذا الحرص من طرف جلالة الملك ليس بجديد، فقد لمسناه على مدى السنوات الماضية وبالخصوص في محطة الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك لتونس” في 2014.
وأضاف بنشماش أن زيارته مع رئيس مجلس النواب لتونس جاءت “لكي نجدد التأكيد على إرادة المملكة المغربية في بناء جسر شراكة متميزة مع تونس، التي دشنت اليوم لحظة تاريخية جديدة نجح فيها الشعب التونسي في تحدي تأمين انتقاله الديمقراطي وتدشين خطوة مهمة للغاية في مسار بناء تونس الجديدة المتطلعة إلى المستقبل”.
وأشار إلى أن هذه الزيارة كانت مناسبة أيضا، لإجراء مباحثات مع رئيس مجلس نواب الشعب التونسي بالنيابة “جددنا فيها التأكيد على ضرورة رفع العوائق التي مازالت تحول دون تطوير وتجسيد حلم المغرب الكبير”.