رسالة مؤثرة للأستاذة المتعاقدة هدى حجيلي لـ”قاتل أبيها”!!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
بعد أن بكته كثيرا، خصوصا اليوم وهي تودعه إلى دار البرزخ.. كتبت الأستاذة المتعاقدة هدى حجيلي رسالة مؤثرة وقوية لمن وصفته بـ”قاتل أبيها”، وأكدت فيها أنها لن تسامح من حرمها حنان والدها، ومن جعلها تعيش اليتم في أحلى أيام حياتها..
هذا نص الرسالة:
“إلى قاتل أبي
بقدر ما يحمله قلبي من أسى وبقدر ما ذرفت عيناي من دموع هذا الصباح رثاء لأبي، الذي فقدت الأمل في عودته إلينا بعد اليوم وتيقنت بأننا لن نسمع صوته في فناء الدار أبدا، فنركض لنسرق منه قبلة أو عناقا… بقدر كل هذا أقول… موعدنا القيامة!
تقبل طفلتك الصغيرة، كلك أمل في أن تكبر في كنفك، لك الحياة يا قاتل أبي، فلست أملك غير آهاتي وحزني لأبطش بك… لكن موعدنا القيامة !
أيها المجرم
أما أخبروك أن أبي رجل طيب يحب الناس ويحجم عن قول كل كلام فيه منة، وقبل أن تقتله صلى لله دون أن يذكرك، ففي ذكر الله لا يحضر غير جلاله وقدره.
يا قاتل أبي
يكفيك بؤساً وتعاسةً بأنك جعلت لسانا ذاكرا لله وجسدا ساجدا لله يغترب ويرحل، فأنت انتَ قرين الشيطان، ولن نسامحك طول الوقت، ميعادنا القيامة، إذن.
يا قاتل أبي
لن يهنأ لك عيشٌ ولا حياة، سيطاردك شبح القتل في كل حين، فأنت قاتل ! فكر في أعز ما تملك، ستجد أن المرء ضعيف أمام موت من يحب… أحببت أبي، لكنك منعتني من أن أحيا معه أحلى أيام حياتي، لمن أشكو… شكواي لله.
أيها المجرم
لا شك أنهم أخبروك أن الأوامر لا تناقش وأنك تؤدي وظيفة، لكن ما قولك أمام مالك الملك والقادر على كل شيء، لن تخمد النار لتخبر الله أنك أطعت أوامر بشر… بشر أفسدوا عليك آخرتك بقتلك أبي، فلتذهب أجرتهم إلى الجحيم.. ستردد هذا في خلد إحساسك، فإن لم تتخشع، تذكر أن الله حي لا يموت وروح أبي تنتظرك هناك في البرزخ لتقتص منك.
أيها القاتل
حرمتنا من أبي.. أبعدتنا عن حنانه… جلبت لنا اليتم، موعدنا القيامة يا قاتل أبي، ولتتذكر أننا لن نسامحك أمام عدالة السماء، سنفسد عليك آخرتك كما أفسدت علينا دنيانا، عيد بأي حال سيعود وأبي تحت التراب بما اقترفته يدك أيها المجرم.
اليتيمة هدى حجيلي”.
إنا لله وإنا إليه راجعون .
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبري ولتحتسبي .
أما بعد:
ففي مسند أحمد والصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء “.
وهذا معناه أن أول القضايا التي سيقضى فيها بين العباد هي التي وقعت بينهم في الدماء، ولا يعارض هذا الحديث المروي في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته” لأن الحديث متعلق بمعاملة العبد مع ربه.
وأما الأول فمتعلق بمعاملة العباد فيما بينهم.
والله أعلم.islamweb.