رسالة مفتوحة: “الأجير أمانة في أعناقكم”.. حلول عملية وشرعية لضمان الأجور

07 سبتمبر 2025 21:06
إعلان مؤسسة محمد السادس حول فتح باب التسجيل للاستفادة من منحة التعليم الأولي لأبناء المنخرطين برسم السنة الدراسية 2025-2026

رسالة مفتوحة: “الأجير أمانة في أعناقكم”.. حلول عملية وشرعية لضمان العدالة

هوية بريس – متابعات

وجّه المحاسب المعتمد والمستشار المالي لعدد من المؤسسات المالية، الأستاذ نبيل العسال، رسالة مفتوحة إلى أرباب ومسؤولي الشركات، شدّد فيه على أن “العمال أمانة بين أيديكم، وأن الله تعالى سائلكم عن حقوقهم”، داعيا إياهم إلى عدم التهاون أو المماطلة في صرف الأجور التي ينتظرها العمال بفارغ الصبر لسد حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وسكن ودواء.

العسال ذكّر بأن الاهتمام بتسديد الضرائب أو التزامات الموردين لا ينبغي أن يسبق الاهتمام بحقوق الأجراء، معتبرا أن “أجر العامل أهم حق في أعناقكم”، مستشهدا بحديث النبي ﷺ: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، وبحديث آخر: «مطل الغني ظلم».

 التحذير من دعوة المظلوم

في خطابه، نبّه العسال إلى أن ظلم الأجراء عبر التأخير في الأجور يفتح الباب أمام دعوات المظلومين التي “ليس بينها وبين الله حجاب”، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾، وبحديث النبي ﷺ: «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».

وأشار إلى أن آثار هذه المظالم لا تقف عند حرمان العمال من رزقهم، بل تمتد لتصيب الشركات نفسها بفقدان البركة وتعرضها للأزمات المالية.

حلول عملية لضمان انتظام الأجور

الأستاذ العسال لم يكتف بالتحذير، بل قدّم حزمة من الحلول المادية العملية، مقترحا:

-فتح حساب خاص بالأجور يُغذّى مسبقًا، ويُعتبر محميًا لا يُستعمل إلا لصرف الرواتب في وقتها.

-إعطاء أولوية قصوى للأجور قبل الموردين والضرائب والنفقات الثانوية.

-تقديم دفعات مسبقة خصوصًا للعمال ذوي الدخل المحدود في الأزمات.

-تفعيل آليات رقابة ومتابعة عبر لجان أو نقابات مع فرض عقوبات على المماطلين.

-الاستعانة بخبراء محاسبة ومستشارين ماليين لوضع أنظمة عملية تضمن تدبير السيولة بفعالية.

-إحداث صندوق طوارئ داخلي يخصص له جزء من الأرباح الشهرية لمواجهة حالات العجز.

-تعزيز الشفافية بنشر تقارير مالية مختصرة للعمال لطمأنتهم.

-اعتماد أنظمة إلكترونية (Software de paie) لضبط المواعيد بدقة وتفادي الأعذار الإدارية.

-التكافل بين الشركات داخل القطاع أو المجموعة الواحدة لدعم الشركات المتعثرة.

-تشكيل لجنة حكماء داخلية من إداريين وممثلين عن العمال وخبراء محاسبة لمعالجة الطوارئ.

-الاستعانة بعقود شرعية مثل المضاربة مع المساهمين أو الوكالة بالاستثمار لتوفير السيولة.

-الاستفادة من التمويلات التشاركية (مرابحة، إجارة، مشاركة، مضاربة) كبدائل شرعية للبنوك التقليدية.

 حلول شرعية لتعزيز البركة

إلى جانب الحلول المادية، دعا العسال إلى التمسك بـ الحلول الشرعية، مؤكدا أن الوفاء بالعقود واجب شرعي، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾. كما حثّ على:

-اجتناب القروض الربوية لما تمحق من بركة.

-أداء الزكاة والصدقات لزيادة الخير في المال.

-تحري الحلال في الكسب والإنفاق، حيث “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا”.

-التوكل على الله مع حسن النية في الإنفاق على العمال، لقوله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾.

-إشاعة العدل والإحسان بين المشغّلين والأجراء.

الاستغفار باعتباره سببًا للرزق، كما ورد في سورة نوح.

-إشراك العمال في الأرباح متى توفرت الإمكانيات، بما يعزز العدالة وروح الانتماء.

-أن يكون أرباب العمل قدوة حسنة في الالتزام بالعدل والإنصاف.

-إنشاء صناديق تكافل داخلية لدعم العمال في الحالات الطارئة.

في الختام

العسال ختم خطابه بالتأكيد على أن إعطاء الأجير حقه واجب شرعي قبل أن يكون التزاما إداريا، وأن الجمع بين التدبير المالي السليم والالتزام الشرعي هو الضمان الحقيقي للبركة والاستقرار داخل الشركات.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
12°
15°
الجمعة
15°
السبت
15°
أحد
15°
الإثنين

كاريكاتير

حديث الصورة