رسالة من سجين إلى مندوب السجون بمناسبة اليوم العالمي للسجين 9 دجنبر
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 08 دجنبر 2015
توصلت “هوية بريس” برسالة موجهة من سجين إلى مندوب السجون المغربية، وهذا نصها:
“أخط إليك حضرة المندوب التّامك هاته السطور والسرور يغمرني والغبطة تملأني وأنا وكل نزلاء سجون الوطن نحتفل بيومنا الذي تذكرنا فيه مجتمعنا وأراد أن يشترك معنا في عالمنا ويتقاسم معنا بعضا من معاناتنا، وحتى يحسسنا بأننا مواطنون كاملي المواطنة وبشر كبقية بني البشر، ولو سلبت منا حريتنا.
حضرة المندوب ما عكّر علي صفوي ونشوة احتفالي بيوم السجين هو أنني تفقدت كيس أغراضي فلم أجد ما أؤثث به مائدتي، فكل شيء منعوه، وكل جميل صادروه -بمذكّرة منكم زعموا- وأتوا على مكتسبات راكمها السجين لسنوات من القواعد، فحتى التمر حالوا دون دخوله والزيتون والحلوى كذلك والفواكه…
حضرة المندوب التامك: لقد منّيت نفسي بمجيئك خيرا فأنت القادم المحمل بإرث نضالي وسجين سابق لا تخفاك المعاناة والألم، لكن صدمت فيك وصرت أتحسر على أيام الأمني المتسلط حفيظ بنهاشم، وغدا ملاكا في نظرنا نحن معاشر (لمحابسية) عندما نقارنه بك.
لقد جوّعتنا يا حضرة المندوب وأوهمتنا بأنك أنطت مسؤولية أكلنا وشربنا لشركة ذات مهنية، فإذا بها منجما للجوع ومسببات الأمراض والأوجاع، ولما منعت عني خبز أمي وقهوة أمي وحلوى أمي زدت الطين بلّة والجسد العليل علّة، وتحت داعي ضبط الأمن وهوس مقاربته سلطت عليّ موظفيك ليتفننوا في إسكاتي بالعلقات الساخنة والتفتيشات المهينة وإذلال أمي العجوز ووالدي العاجز وزوجتي وصغاري إبّان كل زيارة والتي تحولت طقوسها لرعب وهلع وبكاء عوض الفرح ونسيان كآبة السجن وحگرة السجّان…
وها أنذا يا حضرة المندوب وأنا أخلد يومي وقد زيّنت حفلتي الصغيرة بخبز حاف وحكّ مربّى طبع أسفله 20 غرام وماء أحمر مترّب زعموا أنه شايا، أبرق لكم تهاني الحارّة وأشيد بمقاربتكم الرائعة في تأديب الجانحين، ونعمت المقاربة، مقاربة الإذلال والتجويع التي أهمس لكم أنها لن تربي الجانحين يا حضرة المندوب ولكنها ستصنع جيوشا من الحاقدين.
وبه وجب الإعلام
كتبه لكم سجين في غمرة نشوته بالاحتفال بمناسبة يوم السجين 9 دجنبر.