د.بن كيران يكتب: النسخة الفاشلة من مارتن لوثر.. حين يحلم الوزير

د. ‏بنكيران يكتب: النسخة الفاشلة من مارتن لوثر.. حين يحلم الوزير

هوية بريس- د. رشيد بن كيران

يبدو أن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يحلم أن يكون مارتن لوثر الإسلام، ناسيا أو متناسيا أن الأرض التي سار عليها مارتن لوثر ليست هي أرض الإسلام، وأن الوحي الذي جاء به محمد ﷺ ليس كالأناجيل التي حرفت وانحرفت.

ومارتن لوثر (ت 1546م) هو القس الألماني الذي تزعم حركة الإصلاح الديني في أوروبا، فمزق سلطة الكنيسة وفتح الباب أمام ما سمي لاحقا بـالعلمانية المتدينة، وهي علمانية أبقت على المظاهر الدينية الشكلية، لكنها نزعت عن الدين سلطته التشريعية.

وهذا عين ما يحاوله وزير الأوقاف اليوم؛ إذ ظن المسكين أن الإسلام كالمسيحية قابل للتبديل والتحريف، وأنه يمكن إعادة تشكيله بما يرضي النخب الحاكمة المهيمنة ويطوعه لخدمة التنوير الديني المزيف، الذي هو في حقيقته نزع تدريجي لتأطير الشريعة للحياة العامة.
لقد نسي الفاشل أن الإسلام ليس شريعة بشرية قابلة للإصلاح الوزاري، بل دين محفوظ من عند الله، لا يُمسّ جوهره ولا يعاد صياغته بقرار إداري أو خطاب مزيف من دعاة الزور.

فتح مارتن لوثر الباب أمام علمنة الكنيسة، ووزير الأوقاف يسير على النهج نفسه حين يُلبس الإسلام لباس العلمانية المتدينة، التي تؤسس لفصل الدين عن الحياة العامة للمجتمع، وتفرغ الوحي من مضمونه بدعوى أن الإيمان في القلب والعمل بينك وبين الله، وأن ربا البنك حلال…
إلا أن الفارق الجوهري أن المسيحية ضيعت أصلها فقبلت التحريف، حتى أقر بابا الفاتيكان بزواج المثليين واللواطيين داخل الكنيسة!!!، أما الإسلام فلا سلطان لأحد على نصوصه الربانية، ولا يقلم بمقصّ الحداثة ولا بإرادة سياسية مهما تعالت.

فليحلم الوزير بما يشاء، ولكن ليعلم أن الإسلام لا يقاس بتجربة الكنيسة المنكوسة، ولن ينجح الفاشل في خطته وعمله المنحرف ولو تلبس بروح مارتن لوثر، لأن الله تعالى تكفل بحفظه دينه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.