رضوان بن عبد السلام: إلى أين؟ (رسالة لكل مظلوم ومهموم)
هوية بريس – رضوان بن عبد السلام
ما من يوم ينشَقُّ فَجرُه إلا ونسمع ونرى الكثير من الناس يتجرعون مرارة الظلم من العائلة والمقربين والأزواج والزوجات والأصدقاء والأصحاب وغيرهم، كل واحد له قصته ومحنته كل واحد منهم يكاد قلبه يحترق من الحزن وتتفتت كبده من البكاء وبعضهم يقف على عتبة الانتحار لا يمنعه من ذلك إلا إيمانه بالله والخوف من الإقبال على الله بهذه الكبيرة…
والمؤسف أن هذا يقع بين قوم الأصل فيهم أنهم (رُحَمَاءُ بَينَهُم) وأن دينهم حثهم على المودة والتراحم والتعاطف.
قَالَ ﷺ: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى] رواه مسلم.
لقد غابت هذه المودة والرحمة والعطف حتى بين الأسرة الصغيرة فامتلأت بيوتنا بالأحزان والأنين والدموع والمعانات والمآسي فأصبح أولادنا يحملون من الهموم ما لا يُطاق..
إنني أكتب هذه الكلمات وقلبي يعتصر حزنا على حالنا..
حال خير أُمَّة أُخرِجَت للناس…!
اكتب هذه الكلمات وأتذكر العشرات من القصص وأصحابها الذين يعانون في صمت..
فهذه نصيحتي لنفسي ولكل من وصلته كلامي: أن نحاسب أنفسنا ونبتعد عن الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة وأن يَرحم بعضنا بعضا، قَالَ ﷺ: [مَن لا يَرْحمْ لاَ يُرْحَمْ] رواه البخاري ومسلم.
وقَالَ ﷺ : [إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ منْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ] رواه البخاري مسلم.
وأقول لكل مظلومة أو مظلوم أو ومهموم: أنا أعْلَمُ أنك قد صَبرت حتى مَلَّ الصبر من صبرك…
ولكن احتسب هذا الصبر لله ولن يضيعك، ومهما طال سواد الليل فلابد أن يسطع نور الفجر… وإن مع العسر يسرا.
فأسأل الله أن يُفَرِّج عن كل مكروب وأن يكشف الغمة عن كل مهموم وأن يرفع الظلم عن كل مظلوم… آمين