رغم مرور 22 عامًا على حرب البوسنة.. جراح النزوح لم تندمل
هوية بريس – وكالات
ما تزال حرب البوسنة، بالرغم من مرور 22 عامًا على انتهائها، تلقي بظلال ثقيلة على نازحين إلى مدينة “تشن”، شمالي البلاد، الذين يقطون حيًا مخصصًا للمهاجرين، وسط ظروف معيشية صعبة.
ويوجد حاليًا في البوسنة والهرسك 121 تجمعًا مشابهًا للنازحين من مناطقهم، ويعد تجمع “فيلا”، ببلدة “بوكفا”، في مدينة “تشن”، أحد تلك التجمعات، التي تأسست خلال الحرب (1992-1995).
ويقطن حاليًا نحو 7 آلاف شخص في تلك التجمعات، أغلبهم فروا من شرقي البلاد، فيما يضم تجمع “فيلا” نازحين من مدينتي “دوبوي” و”تاسليتش” (شمال)، بسبب التهديدات الصربية آنذاك.
وفي مقابلة مع الأناضول، قالت النازحة “زينة كماريتش” إنها اضطرت لترك منزلها وأراضيها في مدينة “تاسليتش” منذ 17 عامًا، حيث تعرضت للتعذيب، ما دفعها للنزوح إلى “تشن”.
وأضافت: “كل دخلي هو 6 يوروهات، أحصل عليها شهريًا كمساعدات اجتماعية، وأحيانًا أكسب المال عبر جمع الحديد من القمامة وبيعه، فالحياة صعبة جدًا هنا، وأضطر لتناول المعكرونة كل يوم تقريبًا”.
أما “إنديرا هيكتش”، فأوضحت أنها قدمت من “دوبوي” قبل 15 عامًا، وتعيش في التجمع “فيلا” مع 13 شخصا من أفراد أسرتها وأقارب زوجها.
من جانبه، أشار “سواد هوسكيتش” رئيس بلدية “تشن”، إلى قدوم نحو 30 ألف نازح إلى المدنية إبان حرب البوسنة، وأن قسمًا منهم حلّ مشاكله بإمكانياته الخاصة، وقسم آخر عادوا إلى منازلهم.
ولفت أن النازحين فقدوا حقوقهم في بلديات المدن التي نزحوا منها، مضيفًا: “خلال الحرب كان بعضهم صغارًا، أما الآن فقد كبروا، غير أنهم لا يملكون شيئًا حتى منازل”.
وبدأت حرب البوسنة عام 1992، وشهدت ارتكاب القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وانتهت الحرب في العام 1995، بتوقيع اتفاقية “دايتون” للسلام التي وقعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك، لتنهي 3 سنواتٍ من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة، وفقا للأناضول.