رفع العلم الصهيوني بطنجة سنة 1934م
هوية بريس – ذ. إدريس كرم
نقدم للقراء هذا الخبر الذي يتعرض لموقف سكان طنجة من رفع العلم الصهيوني على بعض المحلات التجارية من قبل أصحابها اليهود، وكذا كشافتهم في استعراض عمومي بالمدينة، والتبرير الذي ساقه رافع العلم، والإجراء المتخذ من قبل المندوب الدولي في النازلة سواء مع رافع العلم، أو مع المتظاهرين، مما يدل على اليقظة التي كان عليها السكان المغاربة في ذلك الوقت على كافة المستويات.
وفي ما يلى نص الخبر كما نشرته جريدة “الحياة” التطوانية:
طنجة تتظاهر ثانية
يوم السبت الماضي (من شهر أبريل) 1934 بعدما عاد يهود طنجة لرفع العلم الصهيوني على بعض محلاتهم، فأغضب ذلك المسلمين الذين حصلوا على وعد من خليفة المندوب مع المراقب في مظاهرتهم السابقة بمنع رفعه ثانية.
وأرادوا إنزال العلم المشؤوم من غير توسط الحكام، ولكن المفكرين هدأوا العامة، ورأوا أن إجراء القوانين أولى، خصوصا مع حصولهم على وعد خليفة المندوب السابق، فاجتمع وفد من السادة الأفاضل:
عبد السلام أوهارون، الحاج المختار أحرضان، عبد الله كنون، محمد العربي الزكاري، المختار بن علي، محمد العرفاوي، وذهبوا للمندوبية، تتبعهم مئات من المسلمين، لاستيائهم العام، فامتلأت بهم ساحات المندوبية في الداخل والخارج، وتقابلوا مع خليفة المندوب، فأخبروه بأن المظاهرة ناتجة عن رفع العلم الصهيوني الذي حصل الوعد بمنعه فأمر بالذهاب لإنزاله، ولما تم، خرج المندوب للجمهور، وأخبرهم بأن المخزن لا يعترف بالعلم الصهيوني، وسيعمل المتعين في الأمر، فانصرف الجمهور بعد أن هتف بحياة الإسلام، وجلالة السلطان.
وبعد ذلك ادعى اليهودي صاحب المحل أن العلم أرجنتيني، وأن رسم الشمس فيه خاص بعلم القناصل، فدفعه المندوب، وأمر الناس بكتابة رسالة للاعتذار عن غلطتهم.
ونحن نستغرب أعمال هذا المندوب ضد المسلمين، إذ أهانهم وسمع دعوى خصومهم، وألزمهم الاعتذار عن غلطهم.
وإذا كان رسم الشمس لا يكون إلا في الممتازة لدولة الأرجنتين، فقد ارتفع الفرق بين العلم الصهيوني والأرجنتيني، فأي غلط وقع فيه الأهالي حتى يحتاجون إلى الاعتذار؟
ثم أليس رفع العلم يوم السبت مما يدل على صهيونية العلم؟
وهل يمكن لليهود أن يدعوا في الكشافة اليهودية التي مرت بطنجة حاملة العلم أنها كشافة أرجنتينية؟
الحقيقة أن المندوب خرج على المعهود في مثله، إذ صدق هذه الدعوى المجردة التي قامت الأدلة المحسوسة على بعدها عن الحق، ولا شك أن جلالة السلطان الذي يعطف على أمته سيتدخل في الموضوع لإنصاف الساكنة، ووضع حد لمثل هذا الفعل الشنيع.
أنظر الحياة (جريدة، تطوان) عدد7/19/4/1934.