رمضانيات.. الإخلاص درس الصوم الأعظم
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
الإخلاص درس الصوم الأعظم.. ومطلوب الدين الأكبر.. إذ هو شرط قبول الأعمال.. وصعودها إلى ربنا ذي الجلال.. والصوم هذه العبادة الفريدة.. تقوي فيك ملَكة الإخلاص.. حيث يستوي عندك شهودُ الخلق وغيَبتُهم.. فأنت في حضورهم أو غيابهم.. دائم على صومك.. بل ولا حتى تحدثك نفسك بخرق صيامك ساعة خلوتك.. وغياب كل رقيب عنك.. وهذا المعنى العظيم إذا استقر في النفس.. فإنه يؤسس لعلاقة عظيمة بين العبد وربه.. علاقة تختفي عندها محابُّ المحمدة والفخار… والرغبة في الحصول على ثناء من هنا أو هناك..
إذن فالصوم يؤهلك لاستحقاق درجة الإخلاص من موقع الاقتدار.. دون منازعة من كبار أو صغار.. ولا ملاحظة لنظر الأغيار.. ومتى كان العاقل يرجو ثواب عمله من فقير مثله؟ وماذا يغني عن العبد ثناء الناس وحمدُهم؟ فالذي يراقب مدح الناس هو عبد فاقد للتوازن الايماني…قد استبدت به الأهواء.. وطوَّحت به الأماني في أودية التيه والبعد.. وبين أعيننا قول ربنا في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء عن الشرك.. من عمل عملا أشرك فيه معي غيره تركته وشركه).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.