رواية “كسوف عقل” لبوجمعة حدوش.. عندما يعالج الأدب قضية الإيمان والإلحاد
هوية بريس
يُسعد “هوية بريس” أن تجري هذا الحوار مع الكاتب بوجمعة حدوش حوله مؤلفه الجديد الذي سيصدر قريبا بعنوان: “كسوف عقل“:
أولا من هو بوجمعة حدوش؟
بما أن هذا الحوار القصد منه الحديث عن رواية “كسوف عقل”، فأقول إن بوجمعة حدوش هو كاتب وروائي، وقد وجدتُ نفسي تميل للكتابة والأدب منذ الصغر، وقد كتبتُ عشرات المقالات في الكثير من الصحف والجرائد الورقية والإلكترونية، وألفت أول رواية لي بعنوان: “سباق مع الزمن“، الصادرة عن دار القرويين للنشر والتوزيع بالقنيطرة، وحاليا أزاول مهنة التدريس بالتعليم الثانوي التأهيلي، وحاصل على الماستر في تخصص التربية والدراسات الإسلامية، وأنا من مواليد مدينة الحسيمة.
لماذا اخترت أن تتناول قضية الإيمان والإلحاد في روايتك الثانية “كسوف عقل”؟
الإيمان والإلحاد هي من أبرز القضايا التي تهم الشباب في العصر الراهن، فقد كثر الجدل في السنوات الأخيرة، وخصوصا بعد ما يسمى بالربيع العربي عن ثنائية الإيمان والإلحاد، وألِّفَتْ الكثير من الكتب فيهما معا، إما دفاعا عن الإلحاد، أو إبرازا لهشاشة الإلحاد وقوة الإيمان، وبما أن الكاتب يجب أن يعيش قضايا واقعه ومجتمعه، فقد ارتأيتُ أن أخوض في هذا الموضوع لكن في قالب أدبي روائي، إذ أن مثل هذه الموضوعات الفكرية العقدية العميقة تحتاج إلى تركيز شديد، لذلك حاولت أن أضعها مبسطة في قالب روائي مليء بالتشويق والإثارة وحركية الشخصيات، وفي نفس الوقت مع تسلسل أحداث الرواية وتقدمها يجد القارئ فيها أدلة علمية وفلسفية حول الإيمان والإلحاد.
الإيمان والإلحاد مصطلحات عقدية فلسفية، والرواية هو جنس أدبي، كيف استطعت المزج بينهما؟
مِن الصعوبات التي واجهتني في هذه الرواية هي إخضاع المادة العلمية للأسلوب الأدبي الروائي، لذلك حاولت المزج بين ما هو علمي فلسفي وما هو أدبي روائي من خلال الشخصيات الروائية، أي حاولت أن أوصل هذه المادة العلمية من خلال الحوار والمناظرة بين شخصيات الرواية، لكن في نفس الوقت، في الرواية فصول كثيرة لا تتناول قضايا الإيمان والإلحاد فقط، بل تتناول الحديث عن الخير والشر والحب والعلاقات المجتمعية والصداقة والزواج وغيرها من المفاهيم.
بما أنك ذكرت الصعوبات، فما هي الصعوبات والمعوقات الأخرى التي واجهتك عند تأليفك لهذه الرواية؟
قبل البداية في تأليف الرواية واجهتُ أول عقبة، وهي البحث عن الكتب والمؤلفات التي تتناول قضية الإيمان والإلحاد، بعدها اعتكفت على قراءة هذه الكتب لمدة أربعة أشهر تقريبا.
وأثناء كتابة الرواية واجهتني بعض العقبات، منها ما ذكرتُ وهو إخضاع المادة العلمية للأسلوب الأدبي الروائي، وهناك معوق آخر واجهته، وهو أنه كان لزاما علي أن أتجرد من كل معتقداتي وأفكاري السابقة، وأتمثل شخصية روائية ملحدة بكل مشاعرها وأفكارها ومعتقداتها، فعلتُ ذلك حتى أجعل من هذه الشخصية كأنها شخصية حقيقية موجودة في الواقع بكل حمولاتها، وسيلاحظ القارئ باعتباري راوي أو سارد أني لا أتدخل إطلاقا لنفي أو إثبات ما تتلفظ به الشخصية الملحدة، بل الذي يفعل ذلك هي شخصية أخرى، حاولت كذلك أن أتمثلها بكل ما تحمله من معتقدات إيمانية.
ما هو الجمهور الذي تخاطبه بهذه الرواية؟
الجمهور الذي أخاطبه بهذه الرواية هو كل من يقرأ، كل من يهتم بالقراءة أخاطبه بهذه الرواية، بغض النظر عن معتقده وأفكاره، فالرواية يستطيع كل قارئ أن يُؤولها كيفما شاء، وأن يستنتج منها ما يريد بالطريقة التي يريد.
وما هي رسالتك التي تريد إيصالها للجمهور من خلال هذه الرواية؟
للرواية أهداف ورسائل، من أهدافها، أنها هادفة تخاطب العقل وتدفع القارئ لاستخدام العقل والمنطق، ومن أهدافها كذلك أنها مسلية ومشوقة قد تُدخل السلوة والأنس على النفس، ومن رسائلها أيضا أنها تطالب الملحد والمؤمن بالحوار والنقاش كوسائل للتواصل والتدافع، وتجنب أسلوب السب والشتم والاستهزاء بالطرف الآخر.