روسيا تصر على استهداف المعارضة والمدنيين في سوريا بدلاً من «داعش»
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 02 نونبر 2015
تصر روسيا على قصف مواقع المعارضة والمدنيين في سوريا، بدلاً من التركيز على استهداف تنظيم “داعش” الإرهابي، رغم الانتقادات العديدة التي وجهت إليها في هذا الصدد، من قبل العديد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقصفت الطائرات الروسية منذ بدء تدخلها في سوريا منذ شهرين، العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، والخالية من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، وقد تسبب القصف بمقتل مئات من المدنيين وتدمير مقرات تابعة للجيش السوري الحر وخاصة في كل من حماه وإدلب وحلب واللاذقية.
وفي هذا الخصوص أجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالاً هاتفيًا بنظيره الروسي، فلادمير بوتين، في 2 أكتوبر الماضي، أشار فيه أن “الطائرات الروسية لا تستهدف تنظيم داعش، وإنما المعارضين المعتدلين”، مطالبًا “بوتين” بإعادة النظر في سياسته التي ينتهجها في سوريا والتركيز على محاربة “داعش”.
وفي نفس السياق صرح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في التاريخ نفسه، أن “الضربات الروسية عززت من قدرات داعش واستهدفت المعارضين المعتدلين”.
وطالبت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وقطر، والمملكة العربية السعودية، في بيان مشترك، في 2 أكتوبر، روسيا، بـ”الكف الفوري عن استهداف المدنيين والمعارضة السورية، والتركيز على محاربة داعش”.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في 3 أكتوبر الماضي، إن القصف الجوي الروسي “زاد من تأزم الوضع الراهن في سوريا”، موضحًا أن روسيا تسعى من خلال غاراتها الجوية “تقويض المعارضة السورية المشروعة، وتعزيز موقع الجزّار بشار الأسد”.
وجدّد الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، في تصريحاته في 5 أكتوبر الماضي، عدم استهداف روسيا لتنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، مؤكدًا على أنها لن تكون حليفة لبلاده في حال عدم استهدافها للتنظيم.
وواصلت روسيا نهجها في استهداف المعارضة والمدنيين في سوريا، وكثفت من طلعاتها الجوية، خلال أكتوبر الماضي، ووصل الأمر إلى انتهاك المجال الجوي التركي، مرتين، وذلك في 3 و4 من الشهر المذكور، رغم التحذيرات التركية المتكررة في هذا الصدد.
جدير بالذكر أنَّ الأزمة السورية دخلت منعطفًا جديدًا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر الماضي.
وتقول موسكو إن تدخلها العسكري إلى جانب النظام السوري، “يستهدف مواقع تنظيم داعش”، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن وعواصم غربية وقوى المعارضة السورية، التي تقول بدورها، إن أكثر من 90% من الأهداف، التي تقصفها المقاتلات الروسية لا توجد فيها تنظيمات إرهابية، وإنما تستهدف المدنيين، وفصائل المعارضة، ومواقع للجيش للحر.