زلزال الحوز.. الشيخ القزابري يخلد “هبة المغاربة” في قصيدة رائقة جميلة (+فيديو)
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمن الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام:
هذه أبيات نظمتها على إثر هذا الزلزال الذي هزَّ القلوب…
وكان الملهم لهذا النظم بعد فضل الله وكرمه..ما رأيته من هذه الملحمة العظيمة التي هبَّ فيها المغاربة لإسعاف إخوانهم ومواساتهم..أسميتها:
مَلْحَمةُ المَرحَمَة….
كِلوا إلى الله ما يقضي به القدرُ// واستجمعوا أمركم بالحزم وابتدروا..
لا تتركوا اليأس يُلفي في قلوبكمُ//له طريقا ولا يَسكنكمُ الخوَرُ..
وصدِّقوا مُخبرا عن طِيب منقلبٍ// لمن رضُوا بالقضا حتْما إذا صبرُوا..
إن الشَّدائد إن قضَّتْ مطارقُها// يوما مضاجعَنا فالفجرُ ينتظرُ…
قد عاش قوم وما عاشت مكارمُهمْ// ومات قومٌ وما مات الذي سَطَرُوا..
فاصبر إذا ما القضا سُلت بواتره//فالصبر يطوي طريق الحزن يختصرُ..
وإن رماك الأسى واشتد ناقره// وأصبح القلب بالأحزان يعتصرُ..
فقم على قدم الإخبات منكسرا// فعسكر الضر بالإخبات يندثر…
قد رُجَّت الأرض ياللهول من حدث// واستحكم الخوف فالعبْرات تنهمرُ…
ريح المنايا هَبوبٌ فالمُنى طللٌ// والجمع منثلم قد راعه الخبرُ..
والبيت كان هنا بالأمس يجمعنا// أين المنازل أين الأمُس والصُّوَرُ…
والنفس في سكرة من هول نَازِلةٍ../ والروح في حيرة قد حفَّها الخطرُ..
بالأمس كان لنا ركن يؤلٍّفنا// واليوم هذي سهام الموت تعتورُ..
يالوعة مٍن عيون الحزن قد سقيت// وفي بحار الأسى والوجد تنغمٍرُ…
إني وإن هدني حزن وأرقني// فالصبر لي مبتدا والصبر لي خبَرُ..
والصبر لي مركب أبغي به عٍدَةً // حيث الإله يوفي كل من صبرُوا..
هبت وفود الإخاء اليوم موعدها//:أصداؤها قد علت فالكل منبهرُ..
أهل العطاء أتوا فالجود يحملهم…// والبر يسبقهم والأنس ينتشرُ..
أتتهم زُمَرٌ تجري ركائٍبُهُمْ // قد يمَّمت شطرهم مِن بعدها زمٌرُ..
مدوا أياديهم جِسرا إلى مَدد// سعيا إلى قمم الخيرات قد نَفرُوا..
مهمة كبُرت عن أن يناط بها// فردٌ وأن يتحدى عزمًها بشَرُ..
ألقت على كل شِعْبٍ من مسالكها// عطرا يفوح وعِقدا كله دُررٌ..
تنفس الصُّبح إذ جاء البشير بما// يشفي نفوسا وفي أطوائه عِبرُ..
وأنت يا ملكًا قد هَبَّ مُحْتَزِناً//يروي نُفوسًا هفَتْ في كفٍّه البُشَرُ…
جرت دِماكَ حياةً في عُروقِهمُ// تتلى مفاخركم دهرا وتُدَّكَرُ
وخلفك الشَّعبُ يعطي من عزيمته// درسا ويُبقي دروس البَذْلِ تزدهرُ…
أيْ شعبنا قد غدت تسري محاسنكمْ// مُنوهٌ بأياديكم ومفتَخرُ ..
إن الدسائس إن راعت معاوٍلُها// سدَّ الطريقَ عليها العاقِلُ الحَذِرُ..
إن الوفاق مهاد الحب يعضده// أيام تُشعله الأحزان والغِيَرُ..
وإنما النجح بالأعمال صادقة// لا الفرْح يُغري ولا الأحزان تنتصِرٌ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…