زلزال الحوز.. ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
هوية بريس – محمد بوقنطار
سبحان الله وبحمده…
ينفق المترفون الأموال لصد الناس عن ذكر الله، وصرف نواصيهم إلى مراتع اللهو، ومن ثم طمر ذواتهم في دركات الإثم والعدوان كل ذلك يتم في سياق الترغيب المتلو بتخريب العقول وتدمير الأجساد، فيشاء الله أن يرد عباده إلى محراب الطاعة منيبين إليه ، ويسوقهم مخبتين له مسارعين في الخيرات ولو كره الكافرون، ويتم منه هذا سبحانه تحت سوط الترهيب وطائلة التخويف مصداقا لقوله تعالى: “وما نرسل بالآيات إلا تخويفا”
فما زلت أذكر وأتذكر وقد تحركت الأرض من تحت أقدامنا، واهتزت الدور من حولنا، وخرج الناس فارين هاربين من قضاء الله إلى قدره وكأنهم جراد منتشر، إبان زلزال 2006.
أذكر أنني صليت العصر يومها بمعية الكثيرين في حوش مسجد حينا وخارج جدرانه، وقد ضاقت جنبات أركانه بمريدي هذه الصلاة الوسطى، حتى امتلأ عن آخره وهو المكون من طابقين؛ فانظر أيها الحبيب المعتبر، وتأمل أيها اللبيب المستغفر كيف ساق الله عباده في لحظة لا اعتبار لها ولا وزن لردهها إلى محراب الطاعة والإنابة، وقد سبقها تاريخ طويل الطنب كله أز حائف وركز زائف، ولكن الله غالب على أمره، غالب أمره، ناصر دينه، وفي هذا يقول جل جلاله مقررا هذه الحقيقة الاستشرافية اليقينية:”إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ”.
فسبحان من أدب العباد بابتلاءات العذاب، وهزم جند الاستخراب بكلمته “كن” فكان العقاب، لقد بنينا الدور وعمرناها وفرشناها بما تستلذه المقل والأبصار وتطيب به النفوس وتمتد إليه أعين الناس، ثم حلت لحظة خاطفة فررنا جميعا وأشتاتا من وهم النعيم، مخافة ظن الجحيم فبات الكثير منا في العراء واستوطن الهاربون الخلاء، قد توسدوا نمارق التراب وتغطوا بمطارق الخوف من الهلاك، والله قاهر فوق عباده نسأله سبحانه وتعالى أن لا يؤاخذنا بما فعله ويفعله السفهاء منا آمين.