زواج القاصرات.. موقف مصطفى بن حمزة
هوية بريس- متابعة
يرى مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة، أن تقييد زواج الفتاة الصغيرة بالإطاقة يقتضى النظر لا في قدرتها الجسمية فحسب بل، النفسية أيضا. كما يرفض ما ذهب إليه القائلون بزواج بنت التسع، بناء على ثلاثة اعتبارات:
– نسبية التواريخ زمن النبوة: ف”المعهود في المجتمعات التي تسود فيها الرواية الشفوية أن تواريخ الميلاد لا تضبط كل الضبط ، ولذلك تختلف كتب التراجم في تاريخ مواليد أكثر الشخصيات على أقوال عديدة ، وإذا كانت بعض المصادر تذكر عن عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بها وهي بنت تسع سنين ، فإن ذلك مما تكون عائشة قد تلقته مما كان شائعا عن ميلادها في بيئتها الشفوية. والعهد بعائشة أنها تحضر الجلسة التي يزمع فيها أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم على الهجرة وأنها تستوعب الحدث وأنها تؤتمن على كتمان السر وأنها تساعد على تجهيزهما ، وهو أمر لا يؤتمن عليه الأطفال في سن السابعة لخطورته ومصيريته”.
– التمييز بين التصرفات: إذ وجب “معرفة أن بعض الوقائع يمكن أن تكون من قضايا الأعيان ، وهي القضايا التي لا ينسحب حكمها على غير أصحابها ، وعلى حالات معينة وردت بخصوصها ، ومن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين ، وهو أمر لا يجوز أن يعمم على غيره ، كما أنه عليه السلام تصرف تصرفات لا تصح إلا منه. وقد اعتبر الزركشي بعض أوضاع عائشة رضي الله عنها من قضايا الأعيان ومنقبة من مناقبها الأربعين التي خصت بها ، خصوصا في حال زواجها الذي تم بأمر إلهي بعد أن جاء جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بصورتها في خرقة حرير ، وقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة. وهو حديث أخرجه الترمذي وحسنه [ ينظر سير أعلام النبلاء للذهبي2/140]”.
– ارتباط بعض الأحكام بالبيئة: فقد “نبه العلماء إلى ملاحظة كثير من الأحكام المرتبطة بالبيئة وبالوسط ، ومن ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الانتباذ في الدباء والحنتم والمزفت والمقير. والانتباذ : هو طرح بعض الفواكه في الماء الموضوع في الدباء وهو نبات القرع ، وفي الأواني المطلية بالقطران لأن ذلك يؤدي إلى سرعة تخمرها في البيئة الحارة ، لكن ذلك الانتباذ لا يحرم إذا ما تم في البلاد الباردة ، ومن منعه حينئذ فقد عرض الشريعة للاستخفاف [ مقاصد الشريعة ص32] . ومن هذا القبيل تحديد علامات البلوغ في الرجال والنساء تبعا للخصوبة وغيرها من العوامل الفيسيولوجية”.
(يتبع)