سؤال تفجر ويتفجر من دواخلي..
هوية بريس – محمد بوقنطار
أين يا ترى انجحر أولئك – من أبناء الجلدة – الذين ملأوا حياتنا ضجيحا وصياحا، تكاد الجبال ترد بصداها باكية من سطوة لحنهم المنغوم، وهم يتغنون بحضارة الغرب، وإنسانية الرجل الغربي، ومدنيته التي بلغت من الكبر عتوا، ذلك الرجل الأشقر الذي لطالما استنفر جيشا عرمرما من أجل إنقاذ قطة علقت في شرخ سحيق، أو كلبة سقطت في جب عميق، أو غيلم وسلحفاته انجرا مع سيل عرم، وإنك لتجد في رصيد الاهتمام والرعاية والتمريض للحية والثعبان مكانة في وجدان الرجل الأبيض وحفاوة قل نظيرها…
أين يا ترى انخنس ضميرهم العلماني المشرب، الحقوقي المضرب، وكيف ماتت في كوامن دواخلهم غريزة الرفق وأين توارت فطرة المواساة، وكيف سكتت أفمامهم الحداثية عن أنينها المعهود ضد إرهاب الإسلام، وعنف المسلمين، وهمجية معشر الملتحين، أمام إرهاب وعنف و عدوان وهمجية غرنيقهم الأشقر، إنك للأسف لا تكاد تسمع لهم ركزا ولا حتى همسا، وهم يرون ويسمعون ويشمون رائحة العدوان وصوت قنابله ورعد صواريخه الموجهة إلى الإنسان والحيوان والعمران، الفاتكة بالحرائر من النسوان، والصغار من الصبيان، والعزل من الشباب والفتيان، إنها وحشية قل نظيرها حتى في سيرة الوحوش الضارية وهي تصول في الغابة بمعدة فارغة تتضور جوعا وعطشا، بل حتى في معهود ما تخلفه الزلازل والبراكين والسيول الجارفة من ضحايا ودمار…
إن سكوتكم المدخون يحذو بنا إلى فقدان الثقة والأمان والصدق في انتمائكم وانتسابكم إلى أمتنا وأوطاننا بل إلى شعوبنا المكلومة في إخوانهم المستضعفين هناك تحت عدوان القصف والرجم والطمر والوأد الذي تتواطأ على صناعة مأساته حضارة رجلكم الأبيض المشكور السيرة المبرور الفعلة من جنابكم غير الموقر.
إننا ما عدنا نرفع لكم شأنا، كما لن نقيم لنقدكم المخنث من اليوم توقيرا ولو شهد لكم حل وامرأتان.