اتهامات ثقيلة تجر كوكا كولا وشركاءها إلى القضاء

14 ديسمبر 2025 19:01
منتجات كوكا كولا وشركات غذائية كبرى في سياق دعوى قضائية حول الصحة العامة

هوية بريس – وكالات

باشرت مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية إجراءً قانونياً غير مسبوق ضد شركة “كوكا كولا” وتسع شركات غذائية كبرى، متهمةً إياها بتصميم وتسويق أغذية فائقة المعالجة ومسببة للإدمان، ساهمت – وفق الدعوى – في تفاقم أزمة صحية عامة، مع تأثيرات أشد على الأسر محدودة الدخل ومجتمعات ذوي البشرة الملونة.


دعوى رسمية أمام المحكمة العليا

رفع المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو، ديفيد تشيو، الدعوى في الثاني من دجنبر الجاري أمام المحكمة العليا بالمدينة، وشملت إلى جانب “كوكا كولا” شركات: كرافت هاينز، مونديليز إنترناشيونال، بيبسيكو، جنرال ميلز، نستله الولايات المتحدة، كيلوغ، مارس إنكوربوريتد، بوست هولدينغز، وكوناغرا براندز.

وبحسب تقارير إعلامية أمريكية، تُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها التي تقدم فيها جهة حكومية على مقاضاة شركات غذائية بسبب الآثار الصحية للأغذية فائقة المعالجة.

اتهامات بـ“هندسة” الإدمان الغذائي

قال تشيو في بيان رسمي إن “الطعام تحوّل إلى منتج غير قابل للتعرف عليه ومضر بجسم الإنسان”، متهماً الشركات المعنية بـ“هندسة أزمة صحة عامة وجني أرباح ضخمة على حساب صحة المستهلكين”، ومشدداً على ضرورة تحمّل المسؤولية عن الأضرار الناجمة.

ووفق وثائق الدعوى، اعتمدت هذه التكتلات حملات تسويقية موجهة للأطفال، استعانت بشخصيات كرتونية مثل “توني النمر”، وبشراكات مع علامات ترفيهية كبرى من قبيل ديزني ونيكلوديون وماتيل ومارفل، للوصول المباشر إلى الفئات العمرية الصغيرة.

استهداف الأطفال والأقليات

أشارت الدعوى إلى ما سُمي بـ“فريق مهام الأطفال” داخل شركة “كرافت”، والذي زعم أن استراتيجياته الترويجية تصل إلى 95 في المائة من الأطفال بين 6 و12 عاماً في الولايات المتحدة.

كما أفادت بأن الأطفال السود واللاتينيين تعرضوا لإعلانات الأغذية فائقة المعالجة بنسبة تفوق أقرانهم البيض بحوالي 70 في المائة. وربط ملف الدعوى هذه السياسات بارتفاعات حادة في الأمراض المزمنة، مبرزاً أن انتشار داء السكري بين الأمريكيين السود تضاعف أربع مرات خلال العقود الثلاثة الماضية.

وفي سان فرانسيسكو وحدها، تراوحت معدلات الاستشفاء بسبب السكري بين ثلاثة وستة أضعاف داخل المجتمعات السوداء مقارنة بمجموعات عرقية أخرى، مع تسجيل معدلات وفيات أعلى.

هيمنة الأغذية فائقة المعالجة

أكدت الدعوى أن نحو 70 في المائة من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة تتكون اليوم من منتجات فائقة المعالجة، معتبرة أن وفرة الخيارات في المتاجر تخفي واقعاً يتمثل في “اختيار المستهلكين بين تركيبات كيميائية مختلفة” تنتجها قلة من الشركات الكبرى.

وفي السياق ذاته، كشف تقرير لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، نُشر في غشت الماضي، أن أكثر من نصف الغذاء اليومي الذي يستهلكه الأمريكيون مصدره أصناف شديدة المعالجة، مع اعتماد أكبر عليها لدى ذوي الدخل المنخفض.

تحذيرات صحية رسمية

قال دانيال تساي، مدير الصحة في سان فرانسيسكو، إن هذه المنتجات “تُلحق أضراراً غير متكافئة بالمجتمعات محدودة الدخل وذوي البشرة الملونة”، وتسهم في ارتفاع معدلات السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.

تداعيات محتملة ومسار قانوني مفتوح

تُعد هذه الخطوة سابقة قانونية قد تفتح الباب أمام مدن أمريكية أخرى لمقاضاة شركات الغذاء بتهم تتعلق بالإعلان المضلل أو المطالبة بتعويضات عن الأضرار الصحية، خاصة في ظل ارتفاع التكاليف الطبية المرتبطة بالأمراض المزمنة.


إذا كُتب النجاح لهذه الدعوى، فقد تشكّل نقطة تحول في مساءلة شركات الغذاء الكبرى، وتوفر حماية أكبر للأسر الأقل موارد، عبر كبح ممارسات تجارية يُنظر إليها على أنها تُقدّم الربح على حساب الصحة العامة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
13°
16°
الأربعاء
16°
الخميس
17°
الجمعة
16°
السبت

كاريكاتير

حديث الصورة