سخرية من موقع سعودي ادعى أن تناول كأسين من النبيذ في اليوم يصفي الذهن وينظف الدماغ
عابد عبد المنعم – هوية بريس
أثار خبر نشره الموقع السعودي “إيلاف” اليوم كثيرا من السخرية والسخط في الوقت ذاته.
حيث زعم الموقع بأن “تناول كأسين من النبيذ في اليوم لا يصفي الذهن فحسب بل وينظف الدماغ أيضا”.
خبر الموقع الذي أنشأه الصحفي السعودي عثمان العمير، رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السعودية سابقا، وينتهج خط تحرير ذا طابع علماني، تنذر به كثيرا وصار أضحوكة خاصة على مستوى التويتر.
وكتب بعض المعلقين: “موقع إيلاف يوصي بشرب الخمر.. سبق ذلك أن أظهر تعاونه مع العدو الصهيوني.. أتعبت الشياطين من بعدك يا إبليس الرجيم”.
هذا؛ وقد استند “إيلاف” في خبره لما أسماه دراسة أجريت على “فئران اختبار أُعطيت ما يعادل نحو كأسين ونصف الكأس من النبيذ في اليوم كانت أعلى كفاءة في تنظيف الدماغ من النفايات التي ترتبط بالخرف. كما ان اداءها لا يقل عن أداء القوارض التي “لا تتعاطى الحكول” في الاختبارات الذهنية والحركية”.
وعلى النقيض مما أورده الموقع السعودي فقد أكدت دراسة علمية موثقة نشرتها دورية “لانسيت” الطبية البريطانية أن الخمور هي الأكثر ضررًا بشكل عام، متجاوزة بذلك العقارات المخدرة الخطيرة مثل : الهيروين، والكوكايين.
كما كشف مجلة “ريسكيو” الأمريكية قبل سنوات عن بيانات خطيرة تكشف بعض الدمار الذي يلحق بمتعاطي الخمر على المجتمع، ومنها:
– تعاطي الخمور يتسبب في حوادث قتل كل 22 دقيقة.
– طبقا لمركز السيطرة على الأمراض في أتلانتا فإن هناك مائة وخمسة آلاف حالة وفاة سنويًا لها علاقة بالخمور (حوادث سير، وأمراض، وإصابات).
– أكثر من نصف المغتصبين قاموا بجريمتهم في حالة من السكر.
– جرائم العنف وإساءة معاملة الأطفال وانتهاكهم تزداد في الأمهات حال معاقرتهن الخمور بثلاثة أضعاف، أما في عند الآباء فتزداد جرائم المخمورين إزاء أطفالهم بنسبة عشرة أضعاف عنها في الأمهات.
– 36% من المنتحرين تعاطوا الخمر قبل تنفيذ عملية الانتحار.
وكما هو مقرر في الدين الإسلامي أن شرب الخمر كبيرة من كبائر الذنوب، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90.
ولعن الله شارب الخمر، ففي سنن أبي داود (3189) عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ قال: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ”.
لا نحتاج دراسات عربية أو غربية لتكشف لنا عن منافع شرب الخمر.. فالقضية محسومة منذ أزيد من 14 قرن، فهو ذو منافع بدون أدنى شك و لو كره المسلمون.. بإقرار رباني، لكنه عز و جل لم يكشف عن جزء صغير من حقيقة نفعية الخمر، بل تعرض للموضوع بشكل عام و كلي، وهو الذي أحاط بكل شيء علما و يعلم السر و أخفى، حيث قال : “و إثمهما أكبر من نفعهما”
فهل نغطي الآية بالأصبع و نقرأ ما يوافق هوانا كما فعل مع آية الرجم !