سخط كبير من قول وزير الأوقاف أحمد التوفيق: “نحن علمانيون”
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
سبّب تصريح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق عندما قال “نحن علمانيون“، سخطا كبيرا لدى شريحة واسعة من المجتمع المغربي في وسائل التواصل الاجتماعي.
ففي جواب حول جلسة الأسئلة الشفهية الأسبوعية بمجلس النواب أمس الاثنين صرح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق مخبرا أنه: “في الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، كان عندي لقاء مع وزير الداخلية، لم يعلن عنه في الإعلام وتناقشنا حول مجموعة من الأمور”.
وأردف: “هم مقتنعون، ولكنهم في سياق داخلي معقد، مقتنعون بأن الإسلام معتدل في المغرب، كذا كذا، في صالح الجميع”.
ثم استرسل التوفيق في حكاية ما دار بينه وبين وزير الداخلية الفرنسي قائلا: “قال لي -أي وزير الداخلية الفرنسي-: “العلمانية كتصدمكم”، قلت ليه: “لا”.
قال لي: “كيفاش ذاك الشي ماشي لا”.
فقلت ليه: “لأننا علمانيون، ليس لدينا نصوص 1905؛ ولكن من أراد أي شيء يفعله، لأن “لا إكراه في الدين”. فظل فاتحا فاه”، مستغربا من جواب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي.
اقرأ أيضا: بالفيديو.. وزير الأوقاف -خلافا للدستور المغربي-: نحن علمانيون..!!
وردا على هذا التصريح كتب الدكتور يوسف فاوزي متسائلا: “أين ذهبت إمارة المؤمنين يا معالي الوزير؟؟؟!!”.
وفي منشور للأستاذ أحمد القاري، أكد فيه أن “الهوس حاضر لدى بعض النخب العربية بمصطلح العلمانية، ولديهم شعور بالضعف والنقص تجاه التجربة الأوروبية رغم أننا لسنا في حاجة إليها ولا إلى مصطلحاتها ما دمنا أحرارا في الإسلام من هيمنة أي جهاز رسمي فلا كنيسة ولا رهبنة في الإسلام”.
وأضاف القاري “يجب أن نخاف من أن سيطرة وزارات الأوقاف على المساجد ومحاولتها التحكم في الخطب ومنع تناول الشأن العام والحد من دور المساجد والخطباء والعلماء في المجتمع يمكن أن يصنف باعتباره محاولة لخلق ما يشبه كنيسة يكون الموظفون في وزراة الأوقاف أساقفتها المتحكمين. وهو أمر يجب أن يرفضه العلماء والعامة من المسلمين على حد سواء”.
الدكتور طارق الحمودي علق على تصريح الوزير، بقوله: “لن أقول إن الوزير تجاوز الحدود هذه المرة.. بل سأقول: إنه بتصريحه هذا يزيل الحدود نفسها.. هذه جرأة كبيرة من وزير الأوقاف.. يجب أن يحاسب عليها.. فقد سبق له أن تجاوز ولاية العهد لولا صرامتها”.
وتابع الحمودي “عندي سؤال: جرت العادة بلقاء الوزراء المشتركين في الحقيبة الواحدة.. ما دخل وزير الداخلية الفرنسي في ملف وزارة الشؤون الإسلامية المغربية؟
أخشى أن أقول: ما بقيت فاهم والو.. لأنني في الحقيقة بديت كنفهام بزاف ديال الأمور دابا.. شكرا معالي الوزير على صراحتك.. أيها العم سام.. غيِّر عتبة دارك.. وإلا فسنطلع على كل أثاث البيت”.
اقرأ أيضا: “إننا علمانيون”.. ماذا يقصد وزير الأوقاف أحمد التوفيق؟
أما هشام الحداد فنشر على جدار حسابه في فيسبوك “كلنا إسرائيليون.. نحن أيضا علمانيون.. جميل!!..
أخرجوا رؤوسكم كي نراكم!.. نعم تقيؤوا!.. لا تستحيوا!.. فالدوار شديد والغثيان صاعد!.. والمخاض على وشك أن يضع مولوده.. والمولود الجديد ربما سيكون كائنا مختلفا، يليق بالخيانات وبمقام المتطاولين الذين يتحدثون إلينا من عل دون أن يشعروا بالحرج.. ربما يظنون أنها الفرصة المواتية للانقضاض على هذا البلد العظيم برجاله وتاريخه ودينه.. ربما التقطوا إشارة الكبراء في تحرشهم بصحرائنا وموانئنا، أو ربما هي السرعة النهائية التي يولدها الخوف من سقوط حلفاء الحصار، وانكشاف الستار، وتعرّي مناصريه أمام الأنظار.
لم تنكشف الأقنعة فحسب، ولكنهم صاروا هم الأقنعة، فمن ذا الذي يلبسها إما تأسيا بهم أو خوفا من عدم نيل رضاهم.. الأيام كاشفة.. وهذا البلد الشريف كم أسقط من بوحمارة”.
وكتب الأستاذ إدريس إدريسي “نحن علمانيون؛ من لحن القول إلى صريحه، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)”.
فيما طالب مالك.أ (Malek Aouri) بإقالة التوفيق، حيث كتب “علمانيون السي التوفيق والدستور المغربي في تصديره يؤكد أن المملكة المغربية دولة إسلامية والقانون الجنائي المغربي بالفصل 490 يجرم العلاقات الرضائية وحتى شرب بيرة بالفصل 60 يحيلك السي توفيق للحراسة النظرية قبل إحالتك على المحكمة المختصة.
السي التوفيق كذب على وزير الداخلية الفرنسي أكيد لأننا وفق دستورنا وقوانيننا نحن دولة إسلامية، والدليل انه في نفس اللحظة التي كان فيها السي التوفيق يكذب بأننا دولة علمانية بمؤسسة مجلس النواب كان هناك المئات من المغاربة في محاكمنا متابعين بقضايا تتعلق بالعلاقات الرضائية والسكر.
لهذا المطلوب اليوم اعفاء الرجل من منصبه لأنه ولا كيخرج ويدخل في الهضرة، يا تغيير القانون الجنائي المغربي الذي لا يحترم علمانية المغاربة والسيد وزير الأوقاف المغربي”.
