سراق الأفكار
هوية بريس – بلال التليدي
بعض الإخوة يجلسون إليك، يطلبون رأيك أو تحليلك لوضع معين أو تصورك لقضية فكرية ما، فما أن تنتهي من الإجابة حتى يسارع بعضهم إلى التدوين في حائطه الفيسبوكي ونسبة ما سمع لنفسه..
سراق الأفكار مثلهم مثل سراق الكتب والأطاريح، سواء بسواء، سوى أن خبث سرقة الأفكار أكبر.. ففي مداولات الأفكار لا يمكن أن تثبت الاسبقية.
تجربتي مع سراق الأفكار غنية، ومنهم أصحاب وزن ثقيل، وشهرة كبيرة، لكني لا أعبأ بهم جميعا، فالذي يعجز عن إنتاج الأفكار لا يغنيه أن يسرق أفكار الغير، لأن ذلك لا يساعده على بناء نسقه في التفكير ومنهجه في رؤية القضايا. سارق الأفكار لا يختلف في شيء عن جامع الحطب، لا يسعفه ما جمعه سوى في إشعال موقد نار يجتمع عليه مع ناديه في ليلة واحدة، ثم يرتد بعدها لنفس أسلوبه. جمع حطب آخر لتمضية ليلة أخرى..
الأمانة العلمية والأخلاقية تقتضي نسبة الأفكار لأصحابها حتى ولو لم تكن منشورة في كتاب أو مقال علمي موثق..
أما مهنة السراق فباقية ما بقي العجز والكسل وحبّ الظهور.