سر التاريخ في صناعة المستقبل
هوية بريس – د.خالد الصمدي
مبادرة متميزة تلك التي ينظمها المعهد الجامعي للبحث العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط ويشرف عليها الاستاذ الباحث الدكتور خليل السعداني.
وتتجلى في تخصيص لقاءات تواصلية بإستضافة عدد من الأساتذة الباحثين الذين قدموا خدمات جليلة للتعليم العالي والبحث العلمي للحديث عن مسارهم العلمي والمهني وجهودهم في التكوين والبحث العلمي.
خصصت حلقة هذا المساء للمسار التعليمي والعلمي للدكتور بوجمعة رويان أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، الاستاذ الذي قدم الدرس التاريخي داخل الوطن وخارجه خدمات جليلة في التكوين والبحث العلمي، مع نفحة أدبية وشعرية وقدرة مميزة على الحكي والتواصل واستحضار تفاصيل التحولات السياسية والفكرية بالمغرب نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى عشرينيات هذا القرن واثرها في مسار المدرسة والجامعة المغربية.
جلسة نوستالجيا ماتعة كشفت مرة أخرى عن الحاجة الماسة الى جمع وتدوين أرشيف المدرسة والجامعة المغربية، شخصيات ووثائق وممارسات في تفاعلها مع السياقات والتحولات.
أجمل ما حمله لي شخصيا هذا اللقاء حديث الاستاذ المحتفى به عن دراسته في المرحلة الابتدائية في مدرسة كان التلاميذ يسمونها مدرسة الصوبا بدوار الدوم بالرباط في الفترة ما بين 1958-1963 وهي الفترة التي كان يدرس فيها الوالد حفظه الله اللغة العربية بهذه المدرسة، إثر تعيينه بها بعد تخرجه مباشرة من مدرسة المعلمين بالرباط.
أريته صورة الوالد فتذكره جيدا قائلا “والله هو هذا الصمدي الأستاذ الجبلي” الذي حببنا في العربية وموادها.
اكتشفت هذا المساء أحد أبناء الوالد من الرحم العلمية وهو يقطع مسارا حافلا من التكوين والبحث ويعد من انجح الأساتذة المبرزين في التاريخ بالجامعة المغربية تخرج على يديه بنين وحفدة على مدى أكثر من نصف قرن.
بارك الله في عمر الوالد وكتب له الأجر والثواب على ما قدم للمدرسة المغربية، وبارك الله في جهود الدكتور بوجمعة رويان، تكوينا وبحثا، في صحة وعافية.
وشكرا للدكتور خليل السعداني وللمعهد الجامعي للبحث العلمي على أن جمعنا حول هذه المائدة العلمية الماتعة، التي نرجو لها التوفيق والدوام.