كشف السفير الليبي السابق لدى السعودية، محمد سعيد القشاط، اللحظات الأخيرة، للزعيم الليبي السابق معمر القذافي قبل مقتله على يد الثوار، قرب مسقط رأسه في مدينة سرت، عام 2011.
وقال القشاط، وهو آخر سفير ليبي لدى السعودية في عهد النظام السابق، في مقابلة مع صحيفة “الأهرام العربي”، إن القذافي قُتل بعد أن رصدت قوات الناتو مكالمة هاتفية أجراها مع قناة سورية، مضيفاً أن تلك المكالمة كانت الخطأ الأخير الذي أوقع بالقذافي وكشف مكانه لطائرات الناتو.
وتحدث القشاط عن تلك اللحظات قائلاً: “عندما أحس القذافي بالخطر، خرج برفقة عناصر الحراسة وعددهم 70 رجلاً، غير أن طائرات الأباتشي الفرنسية رصدتهم، فدخلوا في نفق أنبوب خرساني مجهز لمياه السيول، الذي قيل عنه إنه للصرف الصحي”.
وتابع السفير السابق: “عند خروجهم من الناحية الأخرى أطلقت عليهم طائرات الأباتشي الغازات السامة والصواريخ، ومات أبو بكر يونس جابر وبعض الحراسات وأصيب القذافي، ثم لقي حتفه بين أيدي شباب مصراته”.
وأضاف: “بعد أن عبثوا بجثمانه أمام الكاميرات ألقوه وولده المعتصم في فرن لصهر الحديد، وبعد وقت جاءت شائعات أنهم رموهما في البحر، وبعد أن قتلوا باقي أفراد الحراس، أخذوهم إلى الصحراء وردموا عليهم هناك”.
وكشف القشاط أيضاً عن علاقة العقيد القذافي، مع الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، وكيف أن القذافي حاول إعادة الأخير إلى الحكم في تونس.
وفي هذا السياق قال: “القذافي كان يعمل على إعادة ابن علي للحكم لكن الوقت لم يسعفه، وما حدث أن ابن علي اتصل بي ولم أرد عليه، حتى عرضت الأمر على العقيد القذافي، وبعد الموافقة ذهبت إليه في مقر إقامته بقصر الحمراء في جدة”.
وأكمل: “ابن علي بدأ بالحديث وعند تطور الأحداث رأت زوجتي أن تؤدي العمرة، وأصرّت أن أذهب معها، ولما رجعت إلى مطار جدة بعد العمرة وجدت الطائرة قد غادرت عائدة إلى تونس، وأخبروا قائدها الطيار محمود شيخ بأنهم اتفقوا معي على ذلك، وهو ما لم يحدث”.
وتابع: “أبلغت العقيد القذافي بكل ما دار تنفيذا لرغبة ابن علي، وفي اللقاء الثاني كان مستاء لجحود الشعب، وبعد نهاية الحديث قدمت له مبلغ 250 ألف دولار أمر بها القذافي، وشكرني وطلب إبلاغ العقيد شكره وامتنانه، وفيما بعد أنكر أنه أخذ مني أية نقود”. وكالات