سكورة امداز تستضيف الكلية المتعددة التخصصات تازة في يوم دراسي بعنوان: “فضاءات ورجالات المقاومة المحلية بسكورة امداز”
هوية بريس – مصطفى شاكر
تم بفضل الله وحوله وقوته إنهاء اليوم الدراسي الأول من نوعه ببلدة سكورة أمداز إقليم بولمان جهة فاس مكناس تحت عنوان: “فضاءات ورجالات المقاومة المحلية بسكورة امداز” بشراكة مع الثانوية الإعدادية الشريف الإدريسي-سكورة- ومختبر الدينامية المجال والتراث والتنمية المستدامة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله الكلية متعددة التخصصات تازة، وذلك تم يوم السبت 21 شعبان 1440 هـ الموافق 27 أبريل 2019م برحاب الثانوية الإعدادية الشريف الإدريسي-سكورة-.
اليوم الدراسي تخللته جلستان، الأولى افتتاحية أعطيت الكلمة فيها لكل من السيد حسن العبيدي المدير الإقليمي لمديرية بولمان والسيد محمد بولكرود رئيس الثانوية الإعدادية الشريف الإدريسي-سكورة- والدكتور عبد الواحد بوبرية رئيس مختبر الدينامية المجال والتراث والتنمية المستدامة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله الكلية متعددة التخصصات تازة والدكتور علي نضامة رئيس جمعية الطلبة الباحثين في الجغرافيا والسيد حميد العزاوي مدير دار الشباب -سكورة-، وذلك بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم مع رئاسة الجلسة للأستاذ سعيد نعزة.
أما الجلسة الثانية فتناولت ثلاثة مداخلات تصب في عنوان اليوم الدراسي من تسيير الأستاذ محمد الكامل، المداخلة الأولى تفضل بإلقائها الدكتور عبد الواحد بوبرية تحت عنوان: “المعطيات الطبيعية والبشرية لسكورة” مفيدا فيها أن المجال الترابي للجماعة يمتد على مساحة 475 كيلومتر مربع، إذ تقع هذه الأخيرة في الجهة الوسطى الملتوية من الأطلس المتوسط، توجد داخل التقطيع الترابي لإقليم بولمان، تحدها جنوبا جماعة المرس وشمالا جماعة تازوطة وغربا جماعتي العنوصر وكيكو وشرقا جماعتي أدرج وأيت المان، وتتميز بتضاريس جبلية وعرة تتشكل أساسا من مقعرات ومحدبات متسعة كمحدب تيشوكت والمرس ومقعر سكورة، وتعتبر سلسلة تيشوكت أضخم كثلة جبلية، وتمثل فيها قمة لالة أم البنت أعلى ارتفاع بحوالي 2796م فوق سطح البحر، ويتميز جبل تيشوكت بعدم تناظر سفوحه، بحيث أن الانحدارات قوية جدا في الجهة الشمالية وضعيفة نسبيا في الجهة الجنوبية، وهو يمتد على مسافة تبلغ 40 كلم، بالإضافة إلى جبال أخرى كبويشبالن وتبوجبرت وإسومار.
وتأعتبر الدكتور في كلمته العنصر البشري بمختلف مكوناته الاجتماعية والاقتصادية، عنصرا أساسيا في دراسة المجتمعات من كل الجوانب، فهو يمثل الحلقة الأساسية في التنمية بشكل عام والتنمية المستدامة بشكل خاص، فالجماعة الترابية هي جزء من تراب يتشكل من قبائل إسكورن، أيت سعيد، أيت شعيب، أيت الحاج، بني كرايم وأيت سغروشن، ولها تاريخ عريق وتنظيم اجتماعي ينبني حول الجماعة، فهي بموروثها الثقافي المادي واللامادي، تشكل رافدا من روافد الثقافة المغربية.
إلا أن الإكراهات لا تزال قوية في هذا الحيز الترابي عندما تطرح مسألة التنمية المستدامة والمندمجة، لأن كثيرا من الدواوير تعيش مشكلة العزلة وبدرجات متفاوتة، وهي في حاجة ماسة إلى الطرق والماء الشروب والكهرباء، وتعرف نقصا واضحا في التجهيزات الاجتماعية.
أما المداخلة الثانية فكانت من نصيب الدكتور محمد تلوزت تحت عنوان: “السياق التاريخي العام لقبائل سكورة امداز و ظروف الإستقرار بالمنطقة- أيت سغروشن انموذجا-” التي اورد فيها قائلا أن دراسة تاريخ القبائل المغربية عامة، وقبائل القسم الأوسط الشمالي للأطلس المتوسط بناحية صفرو خاصة، لم تحظ بأي اهتمام ولا يعرف عنها إلا القليل خصوصا وأن تيار البحوث المنوغرافية قد أصبح يمثل أحد أبرز اتجاهات المدرسة التاريخية المغربية الحديثة.
وأضاف أيضا أن اتحاد قبائل آيت سغروشن استوطنوا بمنطقة جبلية وعرة كثيرة الارتفاع، ترتبط بالمنظومة الجبلية للأطلس المتوسط، يحد هذا الاتحاد الكبير من:
• الناحية الشمالية: آيت يوسي.
• الناحية الغربية: بني مطير وبني مكيلد منطقة مكناس.
• الناحية الجنوبية: بني مكيلد.
• الناحية الشرقية: مرموشة وبني وراين.
ويتركب اسم “آيت سغروشن” من كلمتين بربريتين هما: سغر sgher التي تعني “يبس وحجر” و”أوشن ouchen” التي تعني “الذئب”، ومعناهما معا “حجر الذئب”.
وكما هو الشأن بالنسبة لآي تيوسي فإن آيت سغروشن بدورهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام هي:
آيت سغروشن سيدي علي تيشوكت.
آيت سغروشن حريرة عند بني وراين.
آيت سغروشن إيموزار كندر.
أما المداخل الثالثة والأخيرة فكانت من نصيب الأستاذ المقتدر (العقل المدبر لليوم الدراسي) أسماعيل محوش تحت عنوان: “مراحل محاصرة قبائل سكورة”.
وهذا جزء منها “بعد توقيع معاهدة الحماية في مارس 1912 شرعت القوات الفرنسية في إخضاع المناطق الثائرة تحت دائرة نفوذها وبالخصوص منطقة الأطلس المتوسط التي كانت إلى حدود سنة 1915 حسب ليوطي تربطها علاقات ضيقة مع المراكز العسكرية الفرنسية بهذه الجبهة، لهذا كان ليوطي يطمح أن تكون هذه القبائل بعيدة عما سماه بعناصر القلق خلال هذه المرحلة، خاصة بعد امتداد جسر التواصل بين مقاومة جبهة الشمال بزعامة عبد المالك ومقاومة جبهة الجنوب بزعامة سيدي رحو، ومن أجل توسيع آفاق الاتصال بين القبائل “الأمازيغية” والمراكز العسكرية الفرنسية، عمل ليوطي منذ يناير 1915 على محاصرة قبائل زيان الثائرين بإنشاء مركز مريرت، بالإضافة إلى إنشاء مركزي ألميس-كيكو وتمحضيت طيلة صيف 1915.
مهما كانت طبيعة الوضع الدولي، فإن الاستعمار الفرنسي كان يراهن على توسيع دائرة نفوذه، لاسيما بعد تمركزه بشكل قوي بمنطقة كيكو سنة 1915، وباقي مناطق الأطلس المتوسط، وهو التمركز الذي حققه بحكمة ودهاء كبيرين أثناء تنظيمه لعدد من الرحلات الاستكشافية المستدرجة من بودنيب نحو قصبة المخزن تحولت إلى سيطرة فعلية على هذا المحور الإستراتيجي منذ سنة 1917.
وفي هذا السياق دارت معركة قوية بمنطقة سكورة وتحديدا بتازوطة في 8 يوليوز 1917 تم على إثرها تشتيت التجمعات المقاومة لآيت سغروشن ومرموشة الذين قاتلوا جنبا إلى جنب في هذه المعركة بواسطة الفرقتين العسكريتين المتحركتين لفاس ومكناس علما أن هذه الأخيرة قد شنت قبل انضمامها إلى الفرقة المتحركة لفاس بالشمال الشرقي لسكورة حربا على إكنكان في 4 يوليوز 1917″.
وأضاف الأستاذ كذلك بعض المعارك التي
شهدتها المنطقة لمواجهة المستعمر الفرنسي:
– معركة مايزل 1917م.
– معركة تيزي عدني 1922م.
– معركة تادوت 1923م.
– معركة بوخاموج 1923م.
– معركة المرس 1923م.
– معركة تيشوكت 1926م.