سلطات لبنان تلغي نشاطا بمهرجان “بيبلوس” يسيء للمسيحية.. ووزارتي الثقافة والأوقاف لا تحرك ساكنا إزاء مهرجان “ثويزا” الذي يزدري الإسلام
عبد الله مخلص – هوية بريس
كما تابع العالم أجمع، فقد قررت إدارة مهرجان “بيبلوس” توقيف حفل الفرقة الموسيقية اللبنانية المعروفة باسم “مشروع ليلى”، الذي كان من المزمع عرضه ليلة الجمعة 09 غشت 2019، وذلك بسبب إساءة الفرقة، التي يجاهر أحد أعضائها بمثليته الجنسية، لمريم العذراء والديانة المسيحية.
الفرقة تلقت رسائل تهديدية بالتكفير والقتل وإراقة الدماء، ما دفع جهاز “أمن الدولة” للتحقيق مع بعض أفراد “الفرقة التي كانت ستغني في جبيل لنشر الخلاعة والفساد واحتقار المقدسات” وفق تصريح الكاهن “ثاوذورس داود”.
فرقة “مشروع ليلى” ذاتها، والتي منعت في عدد من الدول العربية مثل: مصر والكويت والأردن، شاركت هذه السنة 2019 بمهرجان “موازين” بالرباط، وأثارت الاستياء بعد رفع أحد أفرادها علم الشواذ.
وعلاقة بازدراء الدين والمقدسات ربط المتابعون ما جرى في المغرب بما كان سيقع في لبنان، حيث دأب المشاركون في مهرجان “ثويزا” بطنجة على التهجم على الإسلام ورموزه وشرائعه وأحكامه، ورغم الاستنكار الجماهيري لمثل هاته الاستفزازات فلا أحد من الوزارات الوصية على الشأن الديني والروحي والثقافي حركت ساكنا.
وكأن التونسية “هالة الوردي” حين طعنت في سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وشككت في وجوده، وادعت أن شخصيته “مليئة بالتناقضات”، لم تزدري الإسلام!
وكأن العلماني التونسي يوسف الصديق حين قال خلال مشاركته في المهرجان ذاته بأن المصحف الشريف “عملية سياسية بحتة”، وأن الفقه الإسلامي مجرد أساطير٬ وأنكر السنة النبوية، لم يزدري هو الآخر الإسلام!
وكان الشمطاء المصرية نوال السعداوي حين طالبت، في “المهرجان الفضيحة”، المغاربة بـ”انتقاد الله ومناقشته وعدم طاعته”، ودعت إلى التحرر من أحكام الإسلام والتمرد على الرجال، لم تنل من الإسلام ولم تزدري هذا الدين الخاتم؟
تجدر الإشارة إلى أن ردود الأفعال في لبنان كانت قوية لدرجة التهديد بالقتل وسفك الدماء، ما استدعى التدخل الفوري لأمن الدولة، وإلغاء الحفل لتهدئة الأوضاع، أما في المغرب فبالرغم من أن النقاش كان حادا فهو لم يصل إلى ما وصل إليه في لبنان، لكن الفصيل العلماني حاول، على عادته، ممارسة الإرهاب الفكري، وإخراس كل الألسن التي تعارضه بالرمي بالتهم الجاهزة، من قبيل العداء للفن وممارسة الوصاية والإرهاب.. وغير ذلك.
هذه المحطة كشفت للعيان أن المنتمين لهذا الفصيل لا يعادون “الإسلاميين” أو قراءة أو فهما معينا للدين، ولا أنهم يدافعون عن المشترك الديني للمغاربة ويرفضون احتكاره من طرف “الإسلاميين” كما يدعون، لا أبدا، فمقام النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب توقيره واحترامه وتبجيله غير مختلف فيه بين كل فرق الإسلام، والطعن فيه بهذه الطريقة الخسيسة دَيدَن فرقة معروفة قال عنها صاحب “موسوعة الفلسفة” الراحل عبد الرحمان بدوي رحمه الله:
(الدين والتدين عامة إنما يقومان على فكرة النبوة والأنبياء، وعلى هذا فلا بد للإلحاد أن يتجه إلى القضاء على هذه الفكرة التي تُكوِّن عصبَ الدين وجوهره.. وهذا يفسر لنا السرّ في أن المُلحدين في الروح العربية إنما اتّجهوا جميعاً إلى فكرة النبوّة وإلى الأنبياء، وتركوا الألوهية، بينما الإلحاد في الحضارات الأخرى كان يتّجه مباشرةً إلى الله. ولا فارقَ في الواقع في النتيجة النهائية بين كلا الموقفين؛ لأن كليهما سيؤدي في النهاية إلى إنكار الدين). (من تاريخ الإلحاد في الإسلام7-8).
إنّ التونسية “هالة الوردي” حين شكّكَتْ في وجود رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فإنها تكون قد وقعتْ في أخطاءٍ قاتلة:
– الخطأ الأول: هو زعمها أن جميع أعداء الإسلام -من اليهود والنصارى وغيرهم- كانوا في عداوة مع شخصية وهمية اسمها محمد، وكانوا يقومون بمجهودات جبارة، للطعن في نبوته، واتهامه بالكذب والجنون! ولم يتنبه أحد منهم إلى ذلك؛ لقد كانوا كلهم في دار غفلون، من عهد النبوة إلى هذا العصر عصرِ الكذب والمجون! وهذا طعن في يقظتهم، واتهامهم بالعته والخبال!
– الخطأ الثاني: اتهامها الغرب بتزوير التأريخ، كيف لا وكتبهم زاخرة بتاريخ محمد وصحبه، وبالحروب التي دارت بينه وبين أعدائه!!!
– الخطأ الثالث: ألقت محاضرتها في المملكة المغربية؛ لتتهم ملِكَها -محمد السادس- بالكذب على شعبه، وعلى جميع شعوب العالم بادعائه أنّ النبي محمد -صلّى اللهُ عليه وسلم- جدُّه الأعلى!!!
فوالينا ..
ــ أدام الله والينا ــ
رآنا أمةً وسطًا
فما أبقى لنا دنيا ….. ولا أبقى لنا دينا !!
.