سلعة ثمينة وتهديد كبير .. تحقيق أميركي حول “مخطط صيني” لجمع الحمض النووي للأميركيين
هوية بريس – وكالات
كشف تحقيق أجرته شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية، أن مسؤولين بارزين في الاستخبارات الأميركية، حذروا من أن الحكومة الصينية، كانت تخطط لاستغلال جائحة فيروس كورونا “لجمع عينات الحمض النووي للأميركيين”.
وأظهرت لقطات ترويجية لبرنامج “60 دقيقة” الذي سيذاع الأحد على الشبكة الأميركية، أن مجموعة “بي جي آي” الصينية، أكبر شركة تكنولوجيا حيوية في العالم، عرضت بناء مختبرات لفحص كورونا، في ست ولايات أميركية على الأقل، لكن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، أصدروا تحذيرات بشأن عدم مشاركة البيانات الصحية معها.
ووفق التحقيق الذي استند إلى وثائق رسمية، ولقاءات مع مسؤولي استخبارات أبرزهم بيل إيفانينا، مدير المركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن، فإن الشركة عرضت بناء وتشغيل مختبرات فحص كوفيد-19 في واشنطن، واتصلت بمحافظها مباشرة، بعد حدوث أول تفشٍ كبير في الولايات المتحدة. كما طرحت الشركة الصينية، نفس العرض على خمس ولايات أخرى على الأقل، تشمل نيويورك وكاليفورنيا.
- قلق كبير، وتحذير عام
وأشار التحقيق إلى أن هذه العروض التي قدمتها الشركة وغيرها، أثارت قلق بيل إيفانينا على نحو كبير، لدرجة أنه أصدر تحذيراً عاماً نادراً، قال فيه إن “قوى أجنبية يمكنها جمع وتخزين واستغلال المعلومات البيومترية من اختبارات كوفيد”، معرباً عن اعتقاده بأن الصينيين يحاولون جمع الحمض النووي للأميركيين، للفوز بسباق السيطرة على البيانات البيولوجية في العالم.
وخلال التحقيق، يتحدث إيفانينا وآخرون، في إطار البحث عن الكيفية التي أصبحت بها البيانات الشخصية، وخصوصاً البيانات البيولوجية، سلعة ثمينة، وأنها تشكل تهديدات للأمن القومي والاقتصاد حال وقوعها في الأيدي الخطأ.
وبفضل مطالب إيفانينا، لم تقبل أي ولاية عرض مجموعة “بي جي آي”، التي يقول إنها “تتمتع بعلاقات وثيقة مع الجيش الصيني، والحزب الشيوعي الحاكم”.
وأكد إيفانينا أن:
“الحزب الصيني الحاكم، حاول استغلال أزمة عالمية مثل كوفيد”،
وأضاف:
“نحن نقدم استشارات ليس فقط لكل أميركي، ولكن للمستشفيات والجمعيات والعيادات، مع العلم أن بي جي آي هي شركة صينية، هل نفهم إلى أين تذهب هذه البيانات؟”
- حرب خفية
ووفقاً للتحقيق الأميركي، يتمثل أحد مخاوف إيفانينا والآخرين في التحكم في البيانات الحيوية، التي يمكن أن تؤدي إلى السيطرة الكاملة على الرعاية الصحية، إذ يمضي بيل إيفانينا متسائلاً:
“هل نريد أن يكون لدولة أخرى السيطرة بشكل منهجي على خدمات الرعاية الصحية لدينا، هذا ما يحدث”.
وأشار إيفانينا إلى أنه من بين السبل التي تحصل بها الصين وغيرها على الحمض النووي، شركات علم الأنساب، التي تسمح اختباراتها للناس، بمعرفة أصول أسلافهم.
وحسب ما أوردته “الشرق”، فقد أوضح التحقيق أن الولايات المتحدة، تعتمد بالكامل تقريباً على الصين، لتزويدها بمعدات الحماية الشخصية التي تستخدمها لمكافحة الوباء. وعن هذا يقول إدوارد يو، عالم الكيمياء الحيوية السابق الذي يعمل حالياً مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، إن “المستقبل قد يبدو أسوأ بكثير”.
وتعتبر الولايات المتحدة أن مشاركة الحمض النووي مع هذه الشركات أمر محفوف بالمخاطر إلى حد كبير، لدرجة أن الجيش الأميركي أصدر مؤخراً تحذيراً لعناصره، بعدم اللجوء لهذه الاختبارات، إذ أنها يمكن أن تكشف عن معلومات شخصية وراثية، تستغل من قبل أطراف أجنبية.