سمير حليلة وإدارة غزة: الطرح الأمريكي والمواقف الفلسطينية

سمير حليلة وإدارة غزة: الطرح الأمريكي والمواقف الفلسطينية

هوية بريس – متابعات

في الآونة الأخيرة، تصدر اسم سمير حليلة، الاقتصادي ورجل الأعمال الفلسطيني البارز، عناوين الصحف ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط والغرب، بعد تداول أخبار طرح اسمه لتولي إدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب الأخيرة. ويثير هذا الطرح جدلاً واسعًا، نظرًا للتحديات السياسية والإدارية الكبيرة التي قد يواجهها أي مسؤول يتولى القطاع في هذا التوقيت الحساس.

النشأة والمسيرة المهنية

وُلد سمير حليلة في الكويت عام 1957، وحصل على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت، ثم نال درجة الماجستير في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية في بيروت.

على الصعيد الحكومي، شغل حليلة منصب الوكيل المساعد لوزارة الاقتصاد والتجارة الفلسطينية بين عامي 1994 و1997، ثم عمل أمينًا عامًا لحكومة أحمد قريع الثالثة ورئيسًا لديوان رئيس الوزراء من فبراير 2005 حتى مارس 2006.

وفي القطاع الخاص، يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار القابضة (باديكو)، وترأس مجلس إدارة بورصة فلسطين حتى مارس 2024، بالإضافة إلى مشاركته في مجالس إدارة عدة مؤسسات اقتصادية وأكاديمية.

طرح اسمه لإدارة غزة

أكد حليلة في تصريحات إعلامية أن اسمه طُرح لتولي إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وأن هذا الطرح جاء من البيت الأبيض الأمريكي وليس من تل أبيب.

وأشار إلى أن قبوله لأي منصب محتمل مرتبط بثلاثة شروط رئيسية:

إعلان وقف إطلاق نار دائم.

التوصل إلى اتفاقات واضحة بشأن الحدود والمعابر.

تأمين تمويل دولي لإعادة الإعمار.

وشدد على أن أي قرار بتوليه المنصب مرهون بموافقة السلطة الفلسطينية والجهات المانحة، مؤكدًا رغبته في إدارة غزة بشكل مستقل مستفيدًا من خبرته الإدارية الطويلة.

مواقف الأطراف المختلفة

1. السلطة الفلسطينية

نفت الرئاسة الفلسطينية ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول مساعي لتعيين شخصية فلسطينية لإدارة غزة، مؤكدة أن السلطة هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة القطاع، وأن أي إدارة خارج هيكل الحكومة أو اللجنة الإدارية المتفق عليها تعتبر خروجًا عن الخط الوطني.

2. حركة حماس

لم تصدر حركة حماس تصريحات رسمية واضحة حول الموضوع، لكنها لم تُبدِ أي موافقة على أي إدارة بديلة خارج هيكلها الحالي، مؤكدة استمرار إدارتها للقطاع وفق سلطتها المعترف بها.

3. الإدارة الأمريكية وبعض الأطراف الدولية

أشارت بعض المصادر الإعلامية الأمريكية إلى دعم محتمل من الإدارة الأمريكية لطرح حليلة، خصوصًا فيما يتعلق بمرحلة إعادة الإعمار وإدارة ما بعد الحرب، مع التأكيد على ضرورة موافقة السلطة الفلسطينية.

4. الإعلام الإسرائيلي

تناولت عدة وسائل إعلام إسرائيلية الطرح على أنه خيار محتمل لتعيين شخصية فلسطينية مستقلة لإدارة غزة، مع التركيز على هدف إيجاد إدارة بديلة خارج حماس. وقد أثار هذا التناول جدلاً واسعًا في الأوساط الفلسطينية، حيث اعتبرته السلطة محاولة لفصل غزة عن الضفة الغربية، بينما ركز الإعلام الإسرائيلي على الأبعاد الأمنية والسياسية المحتملة للطرح.

التغطية الإعلامية الأمريكية

ذكرت مصادر مثل Middle East Monitor وShafaq News أن حليلة تلقى الطرح من البيت الأبيض، وأنه أبلغ السلطة الفلسطينية فور تلقيه العرض، مع التركيز على استقلاليته وخبرته الإدارية كأسباب لاختياره للطرح. ومع ذلك، لم تعلن أي جهة أمريكية أو فلسطينية اعتماد هذا الطرح رسميًا.